تتبادر إلى الأذهان عشرات المدن والعواصم “الغريبة” بثقافتها وقوانينها وتصاميمها بالنسبة لباقي بلدان العالم، على الرغم من عدم وجود مقياس محدد لقياس مدى الغرابة لوضع قائمة. ومع ذلك، نرى أن دولةً واحدةً هي الأكثر غرابة، وتستحق لقب “أغرب بلد في العالم” بجدارة.
هي تلك الدولة ذات العاصمة البيضاء، التي أذهلت كلّ من زارها بمبانيها، التي لا يخالجها لونٌ يعكّر صفوة المدينة ونقاوتها المطلقة!. هي دولة “تركمانستان” بعاصمتها المُدهشة “عشق أباد”.
فلعشق أباد رونقٌ وجمالٌ أخّاذ، والسرّ يكمن في المباني البيضاء الغريبة العجيبة وسيّاراتها!. ففيها قانونٌ يحظر أي لونٍ يضفيه أهل المدينة عليها. لا يسير في شوارعها العريضة من السيّارات إلّا ذوات اللون الأبيض الصافي، ولا يُبنى في هذه العاصمة المترامية الأطراف سِوى المباني البيضاء كذلك!
فقد أستخدم في بناء المدينة بأكملها “الرّخام الأبيض اللامع”، لتبدو العاصمة نقيّة وفاخرة. الغريب في الأمر، أنّ جلّ المباني التي نراها هي بالأصل جوفاء من الداخل!، ولا يوجد مكان للإقامة فيها. فهي ليست إلّا واجهةً لامعة، صمّمت لتعبّر عن الرخاء والسكينة، والجمال المفرط.
وبالرّغم من سحرها هذا، إلا أنّ المدينة باتت أقلّ حيويّة مما كانت عليه، فمواطنوها البالغ عددهم مليون، يعيشون خلف الكواليس بظروفٍ شبه سيّئة، ولهذا يطلق عليها “مدينة الموتى”.
ولعشق أباد عشرات المعالم المدهشة بهندستها الفريدة شديدة الغرابة. فمثلاً، نجد في قلبها مبنى النجوم الثمانية المدببة، الذي يرمز لأوغوز خاجان الحاكم الأسطوري.
ولا ننسى برج تركمانستان الشهير أطول مباني البلاد، وهو برج التلفزيون والاتصالات، حيث يزيد طوله عن 200 متر، ولعلّ أكثر ما يميزه عالمياً أنه أكبر شكل نجمي على الإطلاق.
أما نافورة العاصمة الأخاذة، عشق أباد، تتميّز بإحتوائها على أكبر عدد من حمامات النوافير في العالم أجمع!.
وحتى العقد الماضي، كانت توجد في العاصمة “أطول سارية علم في العالم” بطول 133 متراً!، قبل أن تحلّ اليوم في المركز الخامس، ولكنها ما تزال الأكثر دهشة.
وبخصوص “أكبر عجلات الملاهي في العالم” فقد تصدّرت عشق أباد بمركزها الثقافي “عَالِم” القائمة، حيث إحتوت على أكبر عجلة ملاهٍ في العالم وهي مغطاة بالزجاج والفولاذ الأبيض.
وهناك، في إحدى المتاحف التركمانية، يوجد أكبر سجاد مصنوع يدوياً بقياس 21×14 متر.
وعن أكبر نموذٍ لكتاب في العالم؛ فقد تم تصميم نموذجٍ ضخم للكتاب المثير Ruhnama الذي ألّفه دكتاتور سابق لتركمانستان.
إذن، كما نلاحظ جميعاً عشق أباد واحدة من أغرب المدن في العالم – إن لم تكن الأغرب – وأكثرها دهشة، وهي عاصمة لبلد غريب بالأصل. فهنا حيث يعدّ كل من السيارات السوداء، وتربية الكلاب، وراديو السيارات، ورقص الباليه، والسيرك، وألعاب الفيديو، وتطويل اللحية، ووضع المكياج، والتدخين في الأماكن العامة غير قانوني البتة، وقد يُعاقب عليه.