- متابعة – إبراهيم فايد
أقامت ولاية “ماردين” التركية حفل تكريم لثلاثة حمير خدموا لعدة سنوات في جهاز النظافة العامة، وقدموا تضحيات مضنية في تطهير البلدة من القمامة؛ وبالتالي من الأمراض والأوبئة -وفق ما أعلنه منظموا الحفل-.
وكان مسؤولو الولاية القابعة بمنطقة جنوب شرفي تركيا، قد أعلنوا استعانتهم بعدد 40 حمارًا من أجل جمع القمامة من الأزقة الضيقة، والمناطق الشعبية والتراثية القديمة التي تتميز بسراديبها وسلالمها المنتشرة في مختلف الأرجاء؛ حيث يلجأ الموظفون إلى وضع سلتين على ظهر الحمار، ومن ثَمَّ يتجولون به في تلك الأماكن التي من الصعب على سيارات القمامة الدخول إليها وجمع الفضلات.
وبالفعل كانت مراسم الحفل صاخبة فَرِحَة مبهرة كتلك التي يقيمها أي فريق عمل لزميلهم الذي حان موعد تقاعده؛ حيث شهد اسطبل الحمير والساحة الواسعة أمامه حفلا رائعا بأنغام الموسيقية الكلاسيكية، وعلى شرف ألحان “موزارت” و”بيتهوفن”، كما شهد الحفل مكافأة المتقاعدين الثلاثة بأجود أنواع الخُضَر والفواكه التي تحبها الحمير وذلك تكريمًا لها، على جهودها.
وتعقيبًا له على تلك اللافتة المبهجة في حق الحيوان، قال “قدري طوبارلي” -مدير شؤون النظافة في البلدية- أن الحمير تبذل مجهودا كبيرًا لديهم وكان من الواجب تكريمها بحق، مشيرًا إلى أن الحمير تعمل يوميًا لساعات طويلة، بينما تضحي بنحو 8 أو 9 أعوام في خدمة البيئة بحسب حالتها الصحية، مؤكدًا على أن خبراء الصحة يتابعونها بشكل دوري للتأكد من مدى قدرتها على تحمل أعباء المل وضغوطه ومشاقه، وهم من يقررون إحالة الحمير غير القادرة على العمل إلى التقاعد.
ومن المواقف التي أثارت دهشة وضحك الحضور.. عندما تساءل -مازحًا- صحفي تركي عن المعاشات التي من المقرر أن تتقاضاها الحمير المحالة للتقاعد؛ ليرد “طوبارلي” ضاحكًا: “الحمير المتقاعدة لن تعمل ثانيةً بعد اليوم، وكل ما تطلبه مُجاب من مأوى وطعام وشراب حتى يوم وفاتها”.