المُهْق في أفريقيا غرباء في أوطانهم وصيد سمين للخرافات القديمة العنصرية ضد البشرة البيضاء
المهق في أفريقيا هم أولئك الذين ولدوا بمرض جعل بشرتهم بيضاء وهو ما يسمي بالبرص أو عدو الشمس جعل هذا المرض منهم مجموعة من المنبوذين والمحتقرين اجتماعياً وذلك يرجع للجهل وشيوع الخرافات التي تنشر الفوضي العارمة.
الإنسان إذا استمع لكل مايقال أمامه من خرافات وأمور كاذبة بات مثل الوحوش الضارية التي لا تحمل رحمة في قلوبها إلا أن الحيوانات تحمل من الرحمة مايكفيها، ولعلك سمعت عن اضطهاد أصحاب البشرة السمراء في أوروبا وماحل بهم ولكنك بالتأكيد لم تسمع عن اضطهاد أصحاب البشرة البيضاء في أفريقيا وهو الواقع على أولئك الأبرياء.
حيث تنسج حولهم الإشاعات والخرافات الأقاويل التي لا أصل لها، فالبعض يري أنهم نسل سيء نتج عن علاقة شاذة بين إمرأة أفريقية ورجل أوروبي أبيض، وهو أمر هين إذا قيس بالخرافات الأخرى فمنهم من يظن أنهم لهم علاقة وطيدة بالسحر الأسود.
خير مثال على مآساة أولئك القوم هي تنزانيا وهي بؤرة الخرافات التي نسجت حولهم حيث إنهم يعيشون في حالة رعب وحياتهم مهددة بالخطر، فالمتعصبون لا يفرقون بين ضحياتهم حيث يقتلون من يرونه مختلف سواء كان شيخاً في خريف عمره أو طفلاً لازال يتلعثم في اسمه.
الأمر ليس مرعباً للضحايا فحسب ولكن لذويهم أيضاً حيث تحدثت إمرأة عن ولدها التي رأتها أمام عينها يضرب حتى لفي حتفه ولا ذنب له إلا أنه أبيض اللون مخالفاً للشائع بينهم.
ولكن الأمر خلفه أسرار، حيث هناك اعتقاد شائع بين العوام أن أولئك المختلفين لهم قدرة شفائية في أطرافهم فإذا تمكنت من بتر أحد أطراف أولئك سيكون سلعة غالية حيث يعتقد أطباء ممن اختلط عندهم العلم بالجهل أنه علاج فعَّال للأمراض المزمنة مثل الإيدز.
وقد يصل بهم الجنون أن يغطوا وجه المهق وبتر ذراعهم وهم أحياء، وهو أمر في غاية القسوة، حيث إن الحيوانات الضارية لا تمزق فريستها وهي على قيد الحياة.
أما السبب الأشد خطورة والأكثر انتشاراً له علاقة بالسحر والتعاويذ حيث شاع عند العوام أن أطرافهم لها القدرة في اكتشاف مناجم الذهب والأحجار الكريمة، وربما تتعجب حينما تعلم أن هناك آباء أقدموا على قتل أبناءهم لأنهم مصابون بهذا المرض حتى يتمكنوا من بيع جسدهم مقابل 75.000$ وهو مبلغ في بلادهم ليس هيناً، فالجهل يعمي القلوب والعقول ونشر الخرافة أشد من نشر داء الطاعون حيث إنها تظل باقية في أجيال ولا تنتزع بسهولة.