تعود لعبة الحوت الأزرق للواجهة من جديد في الجزائر، بعد أن سُجلت حالة انتحار ثانية أقل من شهر لتلميذ في التاسعة من عمره وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الطفل يدعى محمد أمين من بلدية عين ولمان جنوب ولاية سطيف، وقد شنق نفسه بحبل في منزل عائلته بعد أن أنهى كل مراحل اللعبة الإلكترونية، ووصل إلى آخر تحدّي وهو تحدي الموت.
و يدرس محمد في السنة الخامسة بمدرسة شريف داودي الإبتدائية، وقد عُرف بهدوئه وانضباطه داخل المدرسة، ولم يعرف عنهم أي تصرف غير طبيعي، وبحسب أهله وزملائه كان محمد يلعب لعبة الحوت الأزرق الإلكترونية لكنه انقطع عنها منذ مدة، وقد أكد والده هذا بأنه قطع الانترنت عن البيت وأن ابنه توقف عن الألعاب الإلكترونية. ولكن هذا لم يمنع أن يقع هذا الأمر المهول بأن وجدت والدة محمد واختيه جثته في حمام المنزل بعد أن شنق نفسه مستخدمًا حبلاً.
و يذكر أن هذه الواقعة الثانية في الجزائر وبنفس السبب؛ بعد عبد الرحمن البالغ من العمر 11 سنة والذي فارق الحياة ببلدية صالح باي التي تبعد بحوالي 8 كلم عن بلدية عين ولمان، وكان ذلك منذ أسبوعين. وقد كانت عين الله في رعاية مراهقة تبلغ من العمر 17 سنة تقطن في منطقة صالح باي جنوب سطيف، إذ نجت من الموت بعدما عثر عليها داخل غرفتها ملطخة بالدماء لإقدامها على رسم الحوت على يدها باستعمال آلة حادة، وتم نقلها إلى المستشفى ومعالجتها.
و قد كانت أول ضحية لهذه اللعبة الطفلة أنجلينا دافيدوفا 12 عاماً، والتي رمت بنفسها من الطابق الرابع عشر بروسيا، والطفلة فيلينا بيفن 15 عاماً، التي قفزت من الطابق الثالث عشر بمنزلها في أوكرانيا وتوفيت على الفور، كما توفيت الطفلة خلود سرحان العازمي 12 عاماً في السعودية بسبب اللعبة نفسها، وسجلت الهند أيضًا انتحار 15 مراهقًا بسبب اللعبة.
و يجدر بالذكر أن مخترع هذه اللعبة هو الشاب الروسي فيليب بوديكين ٢١ عاما، و لعبة الحوت الأزرق هي لعبة انتحارية تعتمد على غسل دماغ المراهقين الضعفاء لمدة تصل إلى ٥٠ يوما، وأمرهم بعمل مهمات معينة مثل مشاهدة أفلام رعب والاستيقاظ في ساعات متأخرة من الليل ومغادرة المنزل والذهاب لأماكن مختلفة، وإيذاء النفس، وبعد أن يتم استنفاذ قواهم في النهاية، يتم أمرهم بالانتحار.
وحذر أنطون بريدو، وهو مسؤول كبير في لجنة التحقيق في قضية اللعبة مع الشاب بعد أن تم القبض عليه قائلا: ” أن أحد المشاكل التي واجهتنا هو أن ١٥ مراهقًا انتحروا جميعا بناء على تلك الأوامر، تم إخطارهم بحذف جميع المراسلات في حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، إلا أن فتاة مجهولة الهوية بعد أن وصلت إلى المرحلة النهائية قررت التوقف، وقدمت للمحققين أدلة حاسمة أدت إلى القبض على فيليب”. وكان فيليب قد قال بعد إلقاء القبض عليه أن ضحاياه كانوا مجرد نفايات بيولوجية، وأنهم كانوا سعداء بالموت، وأن ذلك كان تطهير للمجتمع.
و قال أنطون : كان فيليب على دراية كاملة بما يجب عمله للحصول على النتيجة التي يريدها، فقد بدأ في عام ٢٠١٣، ومنذ ذلك الوقت وهو يحسن من خططه ويصحح أخطائه، وقام هو ومساعدوه في البداية باستدراج الأطفال إلى مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام بعض الفيديوهات المخيفة.
وأضاف: مهمتهم كانت جذب أكبر عدد ممكن من الأطفال، واكتشاف الأكثر قابلية للتلاعب النفسي، وتم إعطائهم مهام مثل قطع عروقهم، والوقوف على حافة مباني عالية، أو قتل حيوان ونشر الفيديو أو الصور لإثبات ذلك، ولحسن الحظ فقد غادر معظم الأطفال في تلك المرحلة، أما المجموعة التي بقيت، أطاعوا كل الأوامر، ومنهم من وصل إلى الانتحار.