يعد هذا السؤال من الأسئلة الوجودية والمثيرة للفضول والتساؤلات، فهل فعلًا بإمكاننا إطفاء الشمس من خلال صب الماء عليها باستخدام دلو بحجمها؟ حسنًا لفهم هذا السؤال بشكل علمي، يجب أن نلقي نظرة على طبيعة الشمس وتفاعلاتها النووية وماذا يحدث بداخلها وخارجها عن كثب.
طبيعة الشمس
الشمس هي نجم ضخم يتكون أساسًا من الهيدروجين والهيليوم، وتحدث في نواتها تفاعلات نووية ضخمة تطلق كميات هائلة من الطاقة، هذه الطاقة تمثل مصدر الإشعاع والحرارة التي تصل إلى كوكب الأرض وتجعل الحياة ممكنة.
عندما نتحدث عن صب الماء على الشمس، يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن الشمس تبلغ درجة حرارتها الملايين من الدرجات المئوية، وعند صب الماء سيتبخر هذا الماء فورًا وبسرعة هائلة قبل أن يصل حتى إلى سطح الشمس وذلك بفعل درجات الحرارة والضغط الهائلة في نواة الشمس، فيتحول الماء إلى بخار ويتفكك إلى عناصره الأساسية ولن يكون لهذا الفعل أي تأثير يذكر على الشمس نفسها.
طاقة الشمس الهائلة
ما يجعل الشمس مشتعلة ومستمرة هي تفاعلات الاندماج النووي، حيث يندمج الهيدروجين لتكوين الهيليوم ويترافق ذلك بإطلاق طاقة ضخمة، هذه الطاقة تتجاوز بكثير أي تأثير يمكن أن يتسبب فيه الماء.
من المثير للإهتمام أن الشمس استثنائية؛ فهي لا تحترق نتيجة التفاعل مع الأكسجين، أساساً هي لا تحترق على الإطلاق، فالشمس ليست نارًا، بل أعظم من ذلك، ما النار إلّا هواء حار متصاعد يصدر ضوءًا، الشمس تعمل بالاندماج النوويّ (Nuclear Fusion)؛ وبالتالي تطلق كمية هائلة من الطاقة، وكنتيجة لذلك، تطلق الشمس بروتونات وجزيئات ذات طاقة عالية تمتص الطاقة المنبعثة من الاندماج جنبًا إلى جنب مع أطنان وأطنان من الأشعة الضارّة.
من الأشعة السينية إلى الكهرومغناطيسية، الشمس قاسية جدًّا لدرجة أنك حتى لو كنت على بُعد 140 مليون كم عنها، ولا توجد بدلة فضائية أو غلاف جويّ لحمايتك (طبقة الأوزون بالتحديد)، فستحترق حتى النُّخاع في غضون ثوان بفعل الأشعة فوق البنفسجية.
وختامًا، لا يمكننا إطفاء الشمس من خلال صب الماء عليها باستخدام دلو، الشمس هي مصدر ضخم للطاقة النووية، والتفاعلات المستمرة داخلها تجعلها مشتعلة ومستدامة، تفاعلات الاندماج النووي هي التي تمنح الشمس ضوءها وحرارتها، ولن يكون لأي تأثير سطحي مثل صب الماء عليها أي تأثير يذكر على حالتها الطبيعية.
