مما لا شك فيه أن لكل إنسان في هذا الكون أحلام يسعى إلى تحقيقها، ولكن إذا كانت تلك الأحلام تتعارض مع قدراتك ومواهبك فلابد لك أن تعيش على الواقع، ولا تفعل مثلما فعل كارلوس هينريكي كايزر، والذي تم تلقيبه بـ أشهر نصاب في تاريخ كرة القدم. كان كايزر طفل يعشق كرة القدم، ويريد أن يحترف اللعب في إحدى النوادي الكبيرة الأجنبية، ولكنه عندما كبر لم تكن لديه الموهبة الكافية للدخول في عالم كرة القدم، لذلك اتجه إلى طريق آخر لتحقيق حلمه وهو بالنصب.
كان كايزر لديه ذكاء اجتماعي حيث يستطيع تكوين صداقات بسرعة، وهو ما قام بفعله مع كبار اللاعبين في مطلع الثمانينات حيث أصبح من الأصدقاء المقربين لكل من روماريو ادموندو، وريناتو جاوتشو. لم يتوقف كايزر على الصداقات فقط بل كان يفعل كل ما بوسعه من أجل إقناعهم أنه مهاجم لديه موهبة مميزة، ويجعلهم يتوسطوا له في الآندية التي يلعبوا بها.
و بالفعل كان البعض يوافق، ويتوسط له، وعندما يأتي الموعد المقرر للإختبارات كانت الكذبة الثانية تبدأ حيث يقوم بالجري في الملعب يمين وشمال، وعند لحظة التسديد يدعي أنه سقط، وانه مصاب. البعض يستغرب من تلك القصة، ولكن في هذا الوقت لم يكن هناك الأجهزة الحديثة أو وسائل التواصل المتاحة حالياً فكان من الصعب كشف أكاذيبه.
رد فعله عندما تم دفعه في الملعب أثناء المباراة
لقد تعاقد كايزر مع الكثير من الآندية، ومن ضمن تلك الآندية هو نادي بوتافاجو البرازيلي، وكانت إحدى أطرف المواقف التي حدثت في حياة كايزر حيث قام المدرب بوضع اسمه في القائمة الرئيسية للاعبين لمهاجم، وعندما وجد نفسه في الملعب قام بالذهاب في إتجاه المدرجات الخاصة بفريقه، وكان الفريق خاسر، وقام بتوجيه الكثير من الكلمات الغير لائقة مما جعل الحكم يعطي له كارت أحمر، ويطرده خارج الملعب.
و الأطرف من ذلك هو رده على رئيس النادي عندما قام بسؤاله عن ما قام به في الملعب، حيث قال له أن على الرغم من وفاة والده فإنه يعتبره في مكانه والده، وانه الجمهور كان يقول عليه لص فكان لابد أن يرد عليهم، وقد قام رئيس النادي بتصديق كلامه وتجديد عقده لمدة 6 شهور أخرى.
كما يقولون ” حبل الكذب قصير ” هذا ما حدث مع كايزر على الرغم من قيامه بتلك الأكاذيب إلا أنه جاء من كشفه. فقد كان كايزر يدعي كثيراً أنه يتحدث في إحدى الهواتف المحمولة الضخمة مع بعض الوكلاء الأوروبيين باللغة الإنجليزية معتمداً أنه لا أحد يعرف الإنجليزية في اللاعبين الذين معه. وكانت المفاجأة عندما سمع أحد الأطباء في النادي مكالمته، وكان يعرف الإنجليزية فوجده يتفوه ببعض كلمات لا تمت لبعض بصله، ويقول كلام غير متناسق، وهنا تم اكتشاف كذبه، وحتى الهاتف الذي كان معه كان لعبه، وكان رد فعله انه هرب بعيداً.