إذا كانت الكلاب الضالة تُعدم في الشوارع، وتلقى جثثها في مقالب القمامة، فلحيوانات الاثرياء حظ آخر، مقابر بالرخام وعبارات نقشت بماء الذهب تخليداً لذكراهم وربما يظل اصحابه يتذكرونه بالزيارة وحمل باقات الورود.
لابد وأن المهتمون بتربية الحيوانات الاليفة يعرفون مكان واحد على الأقل من بين اثنين اشتهرا باحتوائهم على مدافن خاصة بالقطط والكلاب، نادي الجزيرة ومستشفى الشعب البيطري.
ويعود تاريخ مدافن القطط والكلاب في نادي الجزيرة بالزمالك إلى أيام تواجد الانجليز في مصر، حيث كانت نشأت النادي قبل أن تختلط إدارته بين مصريين وأجانب، لتصبح مع الوقت مصرية خالصة، وخلال تلك المراحل التي مر بها النادي تغيرت أشياء كثيرة بالنادي إلا مدافن القطط والكلاب.
ظل النادي يستقبل جثث القطط والكلاب ليواريها التراب في قبور رفعت عليها اللوحات الرخامية ونقشت بماء الذهب، لكن هذا الترحيب ليس في المطلق وإنما هو خاص بأعضاء النادي فقط.
وتتراوح أسعار مقابر الحيوانات في نادي الجزيرة ما بين 2000إلى 10000 جنيه، ويقوم على حراستها “بودى جارد” لا يسمحون لأحد بالاقتراب.
بينما المكان الآخر هو مستشفى الشعب البيطري، ويرجع تاريخ المدفن في مستشفى الشعب إلى السبعينات، وتحمل اللوحات على المدفن اسم الحيوان المدفون وتاريخ الوفاة إضافة إلى عبارات مثل:”حبيبتي أجمل قطة بوسي”، أو “هنا ترقد أجمل قطة سكر”، بينما كتبت بعض اللوحات بلغات أجنبية.
وتتوقف المستشفى عن اسقبال جثث الحيوانات لفترات موقتة كلما تكدست الأماكن المتاحة، فتلجأ لانشاء مدافن جديدة، أما عن المقابل الذي تتقاضاه المستشفى نظير الدفن، فقد كشف مدير المستشفى البيطري بالعباسية الدكتور أحمد شعبان عنه قائلاً: “نحن جهة حكومية نتقاضى فقط 15 جنيه هو سعر التكلفة”.
وأضاف أن عملية دفن الحيوانات النافقة ليس ترفا، بل ضرورة مُلحة، يقتضيها الحفاظ على صحة الانسان.