استيقظ اللبنانيون صباح أمس الجمعة على أصوات الهتافات القادمة من الشارع بعد إغلاق عدد من الشبان لأحد الطرق في بيروت ليضغطوا على حكومتهم اللبنانية التدخل من أجل إنقاذ مواطن لبناني محتجز في تركيا، بينما يشتعل الشارع التركي رغبة ً بإنزال أقسى العقوبات على هذا اللبناني، فمن هو هذا الشخص؟ وماذا فعل؟
مجرد مزحة أودت لأزمة ديبلوماسية بين بلدين
بوب هركل، هو شاب لبناني يعيش في تركيا منذ أكثر من سنة، ويعمل بوب على تطبيق تيك توك ولديه العديد من المتابعين. وفي يوم الخميس الماضي، نشر بوب على حسابه على تيك توك وهو يتمشى في شوارع إسطنبول حتى وصل إلى شارع تقسيم الأشهر في البلاد، وقال إن هناك أناس في الشارع يعرضون على المارة المرأة بمقابل 100 دولار. وهو الأمر الغريب وعمل بوب على تغطيته حيث لا نرى هذه الأشياء في منطقتنا العربية، ويضيف بوب معارضاً للفكرة ليقول إن المرأة لا تقدر بثمن، وبسبب أسلوب باول الفكاهي في فيديوهاته، تابع ليقول أه هناك عرض آخراً ب 50 دولار! حسناً.
ويبدو من الفيديو أنه يسخر من نفسه لا من النساء ولا من تركيا، فيقول إنه صاحب مبدأ والنساء لا يباعون ولا يشترون، وأضاف مازحاً أنه يمكن أن يغير رأيه لو السعر كان 50 دولار.
على أية حال تابع بوب الحديث مع متابعيه ومشاركتهم أجواء إسطنبول دون أن يعرف أن ما حصل سيشعل النار في علاقات البلدين.
الشارع التركي يستعر من الغضب بسبب بوب
بعد نشر بوب لهذا المقطع، قام أشخاص مجهولون بترجمة الفيديو الذي نشره بشكل محرف، وانتشرت هذه الترجمة في تيك توك كالنار في الهشيم، فخرجت مليون مهاجم تركي على بوب مطالبين باعتقاله وشاتمين لبنان ومطالبين بإنزال أقسى العقوبات بحقه، كما تلقى بوب عدة تهديدات بالقتل والخطف والتنكيل. وهذا متوقع لو علمنا أن الترجمة للفيديو الأصلي كانت محرفة وكانت تقول إن بوب هو تيك توكر لبناني يقول إن أي امرأة في تركيا يمكن شراءها بمقابل 100 دولار فقط، دون أن يترجم ما قيل من بوب بعدها ودون أن يحترم المترجم القول الأصلي.
ليخرج بعدها فوراً أكثر من 500 ألف شخص يتداولون ضده هاشتاغ (#نساؤنا_لا_تقدر_بثمن) باللغة التركية.
تطورات خطيرة لبوب مع أجهزة الأمن
نشر بوب أنه في يوم الخميس مساءاً تم اعتقاله، بعد نشره للفيديو بساعات. حيث قامت الأجهزة الأمنية في تركيا باقتحام منزله وقيادته لمركز الشرطة، فنشر على حسابه بوب ما حصل بالتفصيل، فقال إنه تلقى معاملة سيئة للغاية من الشرطة حيث تعرض للضرب، وتم البصق عليه، وإرغامه على النوم مع المجرمين وتجار المخدرات في الزنزانة كأنه واحداً منهم، على الرغم من عدم وجود أي قرار ضده من المحكمة، وتم إخلاء سبيله صباح الجمعة. وبعد نشره لفيديو عند خروجه من السجن، تضامن معه العديد من اللبنانيون والسوريون ناشرين هاشتاغ (#كلنا_بوب_هركل)
ويؤمن باول ببراءته، ولكن حتى ذلك الحين، باول سيكون ممنوعاً من السفر. المشكلة الأكبر تكمن في الحرب الإلكترونية التي شنها شعبي البلدين على بعضهما من خلال منصات التواصل الاجتماعي. حيث يهاجم كل من الطرفين الآخر بأشنع العبارات والإهانات. دون أن يفهم أي من الطرفين القصة مع العلم أن كلاهما يملك الحق في إنزعاجه. فإلى أين ستصل تبعات هذه القضية في الأيام القادمة إلى حين أن يعي الشعبين أن ما حصل هو مجرد سوء تفاهم وترجمة خاطئة. وإلى ذلك الحين هل سوف يتدخل العقلاء في البلدين؟.