شركة يوتيوب تقرر إلغاء زر عدم الإعجاب نظراً لإستخدام البعض له بشكلٍ خاطئ حيث رصد موقع يوتيوب وجود أعداد كبيرة من التفاعلات بعدم الإعجاب على فيديوهات صناع المحتوى مع مختلف المواضيع حتى تلك الفيديوهات التي تقدم جودة تعليمية عالية لم تخلو من التفاعل السلبي من قِبَلْ بعض المشاهدين الذين يصنفهم الموقع أحيانا على أنها تفاعلات ربما مصطنعة وغرضها الوحيد الإيقاع بالقنوات الناجحة وسنتعرف معاً على الأسباب والدوافع لتلك الخطوة.
أكد بعض موظفي شركة يوتيوب؛ أن المنصة تخطط منذ عام ٢٠١٩ إلى إلغاء زر التفاعل بعدم الإعجاب لإفراط البعض في إستخدامه في محاولة لإضعاف المحتوى المرئي على المنصة ففي الآونةِ الأخيرة إكتشفت خوارزميات الموقع أن هناك بعض الأشخاص تضغط على الزر دون مشاهدة المحتوى وأُطلق عليهم غوغاء زر عدم الإعجاب تتخصص فقط في الإيقاع بالقنوات التي تقدم محتوى جيد.
فبمجرد قيام أصحاب القنوات برفع المحتوى تتوالى عليهم تفاعلات بعدم الإعجاب رغم التعب الذي يجدونه إبتداءً من ميلاد فكرة المحتوى ثم المونتاج ثم رفعه بالشكل النهائي على منصة يوتيوب، وذلك قطعاً بعد ساعات طويلة من العمل والاجتهاد لإخراج المحتوى بالشكل النهائي، فينتاب معظم منشئي المحتوى على يوتيوب حالة من فقدان الثقة بما يقدمونه ومن ثَمَ عزوف بعضهم عن النشر بل يصل الأمر لهجر وترك العمل على المنصة بشكل كامل.
إقرأ أيضاً:
– يوتيوب تضيف إمتيازاً جديداً للفيديوهات القصيرة shorts
– كوالكوم.. ميتافيرس باعت ١٠ ملايين نظارة الواقع الافتراضي Oculus Quest 2 بعد تصريحات مارك زوكربيرج
خوارزميات يوتيوب وأنظمة الذكاء الاصطناعي
وبالطبع فإن منصة يوتيوب التابعة لأكبر محرك بحثي في العالم وهي شركة جوجل والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ووفق تحليلات معقدة للغاية إكتشفت الأمر بشكلٍ مبكر حيث توقفت نشاط العديد من القنوات بشكلٍ مفاجئ، وبالطبع كأي شركة هادفة للربح بحثت عن الأسباب التي دفعت اليوتيوبرز أو صناع المحتوى لإيقاف نشاط قنواتهم بشكل نهائي، حيث أن خوارزميات يوتيوب تقترح المحتوى الذي ينالُ إعجابَ المشاهدين سواء بالتفاعل بأعجبني أو التعليقات، بل ستتفاجأ أيضاً بإقتراح المنصة لفيديوهات كثيرة جداً حصدت أرقاماً ليست بالقليلة من التفاعلات بعدم الإعجاب، وذلك بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها المنصة التابعة لشركة جوجل، وسنتطرق للحديث عن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها شركة جوجل في مقالٍ آخر تفصيلاً.
إعتراض مؤسس يوتيوب على إلغاء منصة يوتيوب زر عدم الإعجاب
فمع قرارات يوتيوب الأخيرة صرح جاويد كريم والذي يُعَدُ أحد المؤسسين الثلاثة لمنصة يوتيوب أن إلغاء زر عدم الإعجاب على فيديوهات منشئي المحتوى سيؤثر سلباً على مصداقية المنصة، ومن جانبه قال ” ليس كل محتوى يقدمه منشئي المحتوى يُعَدُ محتوىً جيد والأمر كذلك سيصبح تعدٍ غير مقبول من الشركة على حريةِ الرأي والتعبير، يجب على إدارة يوتيوب مراجعة الأمر، فنحن هنا نتحدث عن مصداقية اقدم منصة للمحتوى المرئي” كما أكد ان خوارزميات يوتيوب وأنظمة الذكاء الإصطناعي يمكنها التعرف فعلياً على التفاعلات الحقيقية من تلك الإسبام أو الحملات الممنهجة ضد القنوات.
كريم جاويد صاحب أول فيديو يتم نشره على يوتيوب
يُذكر أن جاويد كريم أنشأ أول مقطع فيديو تم بثه على منصة يوتيوب على الإطلاق والذي تم إنشائه بواسطته، ومن اجل إيصال رسالته إلى إدارة المنصة قام جاويد بتعديل وصف الفيديو الأول على المنصة والذي نُشر بعنوان ” أنا في حديقة الحيوانات” حيث أنشائه كريم بإعتباره أحد مؤسسي المنصة، كما أنه إستخدم وصف الفيديو للتعبير عن رأيه ضد قرارتٍ سابقة لشركة جوجل بعد إنشائها منصة التواصل الإجتماعي السابقة جوجل بلس عام ٢٠١٣ وبالطبع بعد استحوازها على منصة يوتيوب بأكملها.
كما ظهرت الكثير من حالات الغضب بين المتابعين حيث إعتبروا أن إلغاء زر عدم الإعجاب هي خُطوة تفضيلية من منصة يوتيوب للناشرين ومنشئي المحتوى ضد رغبة المتابعين، حيث لن يكون من حق المشاهد التعبير عن رأيه في حالة إذا كان المحتوى هزلي أو غير ذي قيمة.
ورغم أن معظم صناع المحتوى المرئي أعربوا عن سعادتهم من قرار اليوتيوب بإزالة زر عدم الإعجاب واعتبروا ذلك خُطوة هامة لدعم منشئ المحتوى معنوياً ضد الحملات الممنهجة لإغلاق قنواتهم والتأثير عليهم سلبياً، إلا أن كثيراً من منشئي المحتوى رفضوا إلغاء زر عدم الإعجاب بإعتبارها وسيلة مضللة وترويج للمحتوى الغير مرغوب فيه وتعسفاً ضد حق المشاهد في التعبير عن رأيه، وبالتناقض تماماً مع الرأي الأول يروا أن التفاعل بعدم الإعجاب يدفع أصحاب القنوات لتحسين جودة المحتوى المرئي وبذل عناية أكبر من أجل ظهور محتوى نهائي جيد.
وأنت عزيزي القارئ.. هل تفضل إزالة زر الإعجاب من منصة يوتيوب أو الإبقاء عليه؟ شاركنا في التعليقات.
إلغاء زر عدم الإعجاب تكريس للرّداءة، كونه يجسّد التّحكّم الحتميّ في آراء النّاس، كما يعدّ سافر على حرّيّة الرّأي، فلا أرى له داع، وسيترك آثارا سلبيّة معتبرة. فهي خطوة في غير محلّها، على الإدارة التّراجع.