في تطور مثير للجدل، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرج، أن الشركة بدأت اختبارًا لعرض منشورات Threads على منصة Mastodon وخدمات أخرى متوافقة مع بروتوكول ActivityPub، وهذا يعني أن المحتوى الذي تنشره على Threads سيصبح مرئيًا للمستخدمين على منصات أخرى خارج نطاق سيطرة ميتا.
يعكس هذا القرار تحولًا ملحوظًا في موقف ميتا تجاه “فيديفيرس” (fediverse) – عالم التواصل الاجتماعي اللامركزي الذي يضم Mastodon وPixelfed وغيرها من الخدمات المترابطة عبر بروتوكول ActivityPub – لطالما ظلت فكرة انضمام Threads إلى هذه الشبكة اللامركزية مطروحة على طاولة النقاش منذ بداية تأسيس المنصة.
Post by @zuckView on Threads
وأوضح آدم موسيري، رئيس إنستاجرام، لصحيفة The Verge في يوليو الماضي، أن اللامركزية تعتبر عاملًا رئيسيًا في جذب جيل جديد من صانعي المحتوى إلى المنصة، وأشار إلى أن “تحرر المستخدمين من الاعتماد الكامل علينا قد يجعل Threads أكثر جاذبية بالنسبة لهم”.
وفي تردد واضح لموقف الشركة، عاد زوكربيرج في الخريف ليؤكد على أهمية الترابط بين الخدمات المختلفة وتدفق المحتوى الحر عبرها، حيث قال: “أعتقد أن زيادة الترابط بين الخدمات وحرية تدفق المحتوى ستفيد جميع المنصات في النهاية”، وفي أغسطس الماضي أتيحت للمستخدمين إمكانية التحقق من حسابات Threads من خلال Mastodon، وهي خطوة لا تمثل لامركزية تامة، لكنها على الأقل تعبر عن حسن نية تجاه عالم “فيديفيرس”.
وبالتأكيد، لاقى هذا التوجه من ميتا الشكوكية من البعض، حيث شكك العديد من الخبراء في التزام الحقيقي للشركة باللامركزية، خاصةً بالنظر إلى سجلها التاريخي في الاحتفاظ بقبضة قوية على منصاتها، وبينما كانت Threads تشهد نموًا كبيرًا وتحقق نجاحًا ملحوظًا، بدت فكرة الاندماج مع شبكة لامركزية كخطوة غير متوقعة، وربما غير ملائمة لنموذج عمل الشركة الذي يعتمد على التحكم الشديد بالبيانات.
لكن مع بدء اختبار عرض المحتوى على منصات أخرى، يبدو أن ميتا جادةً في التوجه نحو عالم “فيديفيرس”، ورغم أن هذه التجربة لا تمثل لامركزية كاملة، حيث لن يتمكن المستخدمون من نشر المحتوى من Mastodon إلى Threads أو نقل حساباتهم بين المنصات، فهي تظل خطوة مهمة في اتجاه انفتاح ميتا على الشبكة المفتوحة وتأكيدًا على التزام الشركة ببروتوكول ActivityPub.
