في خطوة تهدف إلى تعزيز مبادئ الدقة والمسؤولية الاجتماعية، أعلنت شركة ميتا مالكة منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة فيسبوك وإنستجرام، عن خطة لتوسيع نطاق برنامج تحقّق الحقائق ليشمل منصة Threads الاجتماعية، وذلك قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في عام 2024.
وبحسب تصريحات ميتا فإن الشركة في الوقت الحالي تقوم بتطبيق تصنيفات تحقّق الحقائق التي يتم إجراؤها على المحتوى المنشور على فيسبوك وإنستجرام على محتوى مماثل على Threads، إلا أن هذه التصنيفات لا تأخذ بعين الاعتبار تقييمات خاصة بمحتوى Threads ذاته، ولكن من المقرر أن يتغير هذا الوضع في أوائل عام 2024.
وأوضح آدم موسيري رئيس إنستجرام في منشور على Threads، أن “هدفنا هو تمكين شركائنا في مجال تحقّق الحقائق من مراجعة وتصنيف المعلومات المضللة على التطبيق”.
وتتعاون ميتا حاليًا مع 11 شريكًا في مجال تحقّق الحقائق في الولايات المتحدة، من بينهم FactCheck.org وAssociated Press وUSA Today، كما تؤكد ميتا أن “التركيز في برنامج تحقّق الحقائق هو تحديد ومعالجة المعلومات المضللة واسعة الانتشار، خاصةً الأخبار الكاذبة الواضحة التي لا أساس لها من الصحة”، ويُخفض ترتيب المحتوى الذي يتم الإبلاغ عنه في قوائم الأخبار.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الانتقادات التي وجهت لميتا بشأن انتشار الأخبار الكاذبة على منصاتها، وخاصة خلال انتخابات 2016 الأمريكية، وكان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرج، قد قلل في السابق من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات واصفًا إياه بـ “فكرة مجنونة”، لكن الأبحاث اللاحقة أظهرت أن فيسبوك كان أكبر بوابة للأخبار الكاذبة في الفترة التي سبقت انتخابات 2016.
وعلى الرغم من التراجع عن التركيز على الأخبار على منصات أخرى مثل فيسبوك، أكدت ميتا أن محتوى الأخبار والسياسة موجود أيضًا على Threads، وستتيح للمستخدمين في الولايات المتحدة “اختيار ما إذا كانوا يريدون زيادة أو تقليل أو إبقاء مستوى التصنيفات الافتراضية للمحتوى الذي تم تحقّق من صحته في قوائم الأخبار الخاصة بهم، وإذا اختاروا رؤية محتوى أقل حساسية على إنستجرام، فسيتم تطبيق هذا الإعداد أيضًا على Threads”.
وتأتي خطوة ميتا بعدما لجأت منصة تويتر إلى نظام “ملاحظات المجتمع” كوسيلة للتعليق على التغريدات الخاطئة أو المضللة، ويدعم هذا النموذج مالك تويتر إيلون ماسك، الذي يدافع عن نهج “حرية التعبير”، حتى لو كان ذلك يعني توفير منصة لبعض أكثر الشخصيات إثارة للجدل على الإنترنت.
وتمثل خطوة ميتا في تعزيز تحقّق الحقائق على Threads إشارة مهمة إلى التزام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية ومكافحة انتشار المعلومات المضللة، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، يتبقى أن نرى مدى نجاح هذه الخطوة في تحقيق أهدافها، وكيفية استقبالها من المستخدمين في ظل المناخ السياسي الساخن.