في خطوة غير متوقعة، أعلن رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك والمستثمر الناجح سام ألتمان عن رفع دعوى قضائية ضد شركة OpenAI، التي كانا من مؤسسيها وأعضاء مجلس إدارتها, والسبب هو اتهامهما للشركة بالانحراف عن رؤيتها الأصلية والتحول إلى منظمة تسعى للربح على حساب البشرية.
OpenAI هي شركة غير ربحية تأسست في عام 2015 بغرض تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة تخدم الجميع وتحافظ على القيم الأخلاقية والإنسانية, وكان من بين مؤسسيها ومموليها إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا وسبيس إكس، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة ي كومبناتور، إلى جانب عدد من الشخصيات المعروفة في مجال التقنية والأكاديمية.
وقد اشتهرت OpenAI بإنشاء نظام ChatGPT، وهو نظام قادر على إجراء حوارات طبيعية مع البشر بلغات مختلفة، وذلك باستخدام تقنية التوليد التلقائي للنصوص باستخدام شبكات عصبية عميقة, وقد أثار هذا النظام جدلاً كبيراً بسبب قدرته على إنتاج نصوص مقنعة ومخادعة في بعض الأحيان، مما يطرح تحديات أخلاقية وأمنية.
وفي عام 2020، أعلنت OpenAI عن تحويل نفسها إلى شركة محدودة المسؤولية (LLC)، بحجة أن هذا الشكل القانوني سيسهل عليها جذب المزيد من التمويل والمواهب, وأكدت الشركة أنها ستظل ملتزمة بالمبادئ التي أسست من أجلها، وأنها ستضع حدوداً للأرباح التي يمكن أن تحققها, ولكن هذا التغيير لم يُرَضِ ماسك وألتمان، اللذين استقالا من مجلس إدارة OpenAI في نفس العام.
وفي دعواهما المقامة أمام المحكمة الفدرالية في سان فرانسيسكو، يزعمان أن OpenAI خالفت التزاماتها تجاه المؤسسين والجهات المانحة، وأنها استغلت نظام ChatGPT لإنشاء خدمات تجارية تستهدف الحصول على أرباح ضخمة من العملاء والشركاء, ويدعيان أن هذا التصرف يشكل خيانة للثقة وانتهاكاً للقانون، ويطالبان بإلغاء تحويل شركة OpenAI إلى LLC، واستعادة حقوقهما في الملكية الفكرية لنظام ChatGPT، وتعويضات مالية غير محددة.
وقد ردت OpenAI على الدعوى ببيان نشرته على موقعها الإلكتروني، قائلة إنها تنفي الاتهامات الموجهة إليها، وأنها تعمل بشفافية ومسؤولية، وأنها تسعى لتحقيق رؤيتها الأصلية بشكل أفضل, وأضافت أنها تحترم مساهمات ماسك وألتمان في تأسيس الشركة، ولكنها تعتقد أن دعواهما لا أساس لها من الحق، وأنها ستدافع عن نفسها بحزم في المحكمة.
ويعتبر هذا النزاع بين مؤسسي OpenAI أحدث فصول الجدل المحيط بالذكاء الاصطناعي وآثاره على المجتمع والمستقبل, ويثير أسئلة حول الحدود بين البحث العلمي والربح التجاري، والمسؤولية الأخلاقية والقانونية للمطورين والمستخدمين، والتوازن بين التعاون والمنافسة في هذا المجال, ولا يزال من المبكر التكهن بنتائج هذه القضية، لكنها قد تحدد مصير OpenAI وChatGPT، وربما مصير الذكاء الاصطناعي نفسه.