لماذا تتفادى أبل استخدام الذكاء الاصطناعي؟.. خبراء يخشون أن تقع آبل في فخ نوكيا

تتزايد الأهمية التي توليها الشركات لتطوير الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، وتسعى الشركات الكبرى مثل آبل إلى الاستثمار في هذا المجال لتحقيق المزيد من التطور والتميز في صناعة التكنولوجيا، ومع ذلك، تشير بعض المعلومات إلى تأخر آبل في هذا المجال، وذلك بسبب أداء مساعد الصوتي (سيري) وعدم التطرق إلى الذكاء الاصطناعي في منتجاتها بشكل كاف، ومن المتوقع أن تطرح آبل نظارة للواقع المختلط في الأسواق خلال العام المقبل، والتي يتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا فيها، زفي هذا المقال سنتحدث عن أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي في الصناعة التكنولوجية وتحليل تأخر آبل في هذا المجال.

حالة Apple مقارنة مع باقي الشركات في دمج تطبيقاتها مع الذكاء الصناعي

حققت آبل إنجازاً مميزاً بعرض أحدث إصداراتها وابتكاراتها، بما في ذلك نظارة فائقة التطور التي تمزج بين الواقعين الافتراضي والمعزز، دون الاعتماد على التقنية الأساسية للذكاء الاصطناعي، التي أصبحت ركيزة أساسية للشركات التكنولوجية في سيليكون فالي، ومع إطلاق شركة (أوبن ايه آي) الناشئة برنامج (تشات جي بي تي) في العام الماضي، بدأت شركات التكنولوجيا تتنافس في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يتبنى المستخدمون العاديون والمستثمرون والمحللون تلك البرامج التي تقوم بإنتاج نصوص وصور ومقاطع فيديو بشكل أوتوماتيكي بناءً على طلبات بسيطة وبلغة سهلة بدون خبرات سابقة، ولقد قامت كل من مايكروسوفت وغوغل بإضافة تقنية الذكاء الاصطناعي إلى محركات البحث والبرامج الخاصة بهما، وذلك بهدف جذب مستخدمين يرغبون في أن تتولى الروبوتات كتابة رسائلهم الإلكترونية وتخطيط إجازاتهم وغيرها من المهام.

Differences Between Microsoft، Google and OpenAI's Generative AI Technology

كما أضافت العديد من الشركات، بما في ذلك (سناب شات) والبنوك وشركات السفر، روبوتات محادثة متطورة إلى خدماتها لمواكبة التطور التكنولوجي، وعلى الرغم من ذلك، فإن آبل، التي تنافس (غوغل) و(ميتا) (فيسبوك، إنستغرام) في سيليكون فالي، لم تتحدث عن الذكاء الاصطناعي التوليدي أو حتى الذكاء الاصطناعي بشكل عام، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين الذي أقيم الأسبوع الماضي، وفيما بعد المؤتمر نشرت مجلة (وايرد) مقال لها أثار الجدل في الأوساط التقنية بعنوان (أبل تتجاهل ثورة الذكاء الاصطناعي) فهل هذا حقيقي.

تحت المجهر.. تجاهل الشركة للثورة التقنية

عدم تطرق شركة آبل إلى الذكاء الاصطناعي، لا يعني أن هذه التقنية بعيدة عنها، فمفهوم الذكاء الاصطناعي يشمل تقنيات كثيرة ليست معقدة بشكل خاص، ويتعرض لانتقادات لأنه يشير إلى مستقبل يتم فيه السيطرة على البشر من قبل الآلات المتحصلة على المعرفة، ولذلك، تقوم بعض الشركات، بما في ذلك تيك توك وفيسبوك (ميتا)، بابتكارات تندرج ضمن مجال الذكاء الاصطناعي دون التركيز على المصطلح نفسه.

في مقابلة مع ايه بي سي نيوز هذا الأسبوع، صرّح رئيس أبل تيم كوك بأنهم يندمجون هذه التقنية في منتجاتهم، لكن الناس لا يفهمونها دائمًا على أنها ذكاء اصطناعي، وخلال المؤتمر الذي أقيم يوم الاثنين، تم تسليط الضوء على العديد من الابتكارات التي تستخدم هذه التكنولوجيا.

يشير مدير البرمجيات، كريغ فيديريغي، إلى أن خوارزميات (التعلم الآلي) ستحسن أداة التصحيح الإملائي التلقائي، فتُصبح لوحة المفاتيح أقلّ محدودية بفضل الذكاء الاصطناعي، وسوف تمكن المستخدمين كتابة الكلمات بشكل أسهل، بالإضافة إلى توفير اقتراحات متميّزة بما يفضّله المستخدم، ولم يذكر فيديريغي الخوارزميات التي ستُستخدم.

أبل تكشف عن جهاز "فيجن برو" الذي "يمزج بين العالم الواقعي والافتراضي" - BBC News عربي

وأيضاً يبرز دور الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي في أحدث نظارة للواقع المختلط التي تم ابتكارها من قبل آبل، والمقرر إطلاقها في الأسواق خلال العام المقبل بسعر يبدأ من 3500 دولار، يستخدم جهاز الكمبيوتر الذي يتم توصيله بجهاز (فيجن برو) تسجيلات مقاطع الفيديو للمستخدم الذي يرتديها، بالإضافة إلى أجهزة استشعار لتتبع حركات فمه ويديه في الوقت الفعلي، مما يتيح إنشاء صورة رمزية رقمية تقترب كثيراً من الشكل الحقيقي للمستخدم.

 

هل فات القطار شركة آبل فعلاً؟

لا يمكن الجزم بأن آبل قد خسرت مكانتها أمام منافسيها بسبب عدم التطرّق إلى الذكاء الاصطناعي، فهناك العديد من المجالات التي تتميز بها الشركة وتجعلها تتفوق على المنافسين، ومع ذلك، فإن بعض المراقبين يرون أن الشركة متأخرة في هذا المجال مقارنة بمنافسيها، ويعتبرون نجاح شركة (تشات جي بي تي) في هذا المجال مفاجئًا لهم، ومنهم المحلل المستقل روب إندرله الذي صرح أن آبل متأخرة جداً في هذا المجال، وأنهم باتوا الآن مضطرين للاستعانة بشركات ناشئة مختصة بتقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق.

يمكن القول إن الأداء العشوائي لمساعد الصوتي (سيري)، الذي أطلق قبل نحو عشر سنوات، يعكس بعض التأخر في مجال الذكاء الاصطناعي بالنسبة للشركة، يقول يوري وورمسر من شركة (إنسايدر إنتلجنس) إنه واضح للجميع تقريباً أن آبل فقدت قدرتها التنافسية في هذا المجال، ويعتبر (سيري) ربما أبرز مؤشر على ذلك.
The history of Apple - ABC7 Chicago

من جانب آخر يذكر أن شركة آبل هي قبل أي شيء شركة لتصنيع معدات الحواسيب والأجهزة، ويشار إلى أن استخدام البرمجيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يعد وسيلة لتحسين تجربة المستخدمين وليس هدفًا بحد ذاته بالنسبة لأبل، ويرى دان إيفز، من شركة ويدبوش، أن عرض نظارة فيجن برو يظهر إمكانات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، على الرغم من عدم إشارتهم بشكل واضح إلى الموضوع، كما يؤكد إيفز أن هذه المرحلة هي الأولى ضمن خطة أوسع لبناء نظام يشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي على نظارات جديدة.

خوف الوقوع في نفس الفخ الذي سقطت فيه نوكيا

كانت تعد نوكيا إحدى الشركات العملاقة في صناعة الهواتف المحمولة في بدايات الألفية، وكانت تتمتع بمكانة رائدة في هذا المجال لسنوات عديدة، ولكن في النهاية، انهارت نوكيا وانتهت مسيرتها كشركة رائدة في هذا المجال، فلماذا حدث ذلك؟.
5 Reasons Why Nokia Failed In The Mobile Phone Market - Marketing Mind

تشير العديد من التقارير إلى أن نوكيا لم تواكب التغييرات التي طرأت على سوق الهواتف المحمولة بشكل سريع، وكانت الشركة تعتمد بشكل كبير على نظام تشغيلها الخاص، ولم تكن مستعدة لتحولات السوق باتجاه استخدام أنظمة تشغيل أخرى مثل أندرويد وآي أو إس، وبالإضافة إلى ذلك، كانت نوكيا تركز بشكل كبير على الهواتف المحمولة ذات فئة سعرية معينة لعدد محدود من المستهلكين، مما أدى إلى تقليص الأرباح والإيرادات، وهذه كانت من بين العوامل التي أدت إلى تدهور وضعها في السوق، وهذا يدعونا إلى الحذر والتأكد من أن الشركات الكبرى مثل آبل تدرك أهمية مواكبة التغييرات والابتكارات في صناعة التكنولوجيا، وأنها تعمل بجد لتحافظ على مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال، وتجنب الوقوع في فخ نوكيا.

ولهذا الأمر على آبل أن تهتم بمواكبة التحديثات والابتكارات في مجال التكنولوجيا، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، كما عليها أن تعمل على تحسين أداء مساعدها الصوتي والتعريف بنفسها أكثر على أنها شركة تعتمد على تكنلوجيا الذكاء الاصطناعي في منتجاتها بدلاً من استعمالها بشكل سري أو مبهم دون توضيحات كافيه للمستهلكين عن آلية هذا الاستخدام، وهو الأمر الذي سيعيد ثقة الجمهور بالشركة مرة أخرى.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.