“فوربس” الأمريكية تكشف: لا خصوصية على الإنترنت، مواقع التواصل تستخدم البيانات “لأغراض التجارة”، ومراسلات واتساب مكشوفة حتى وإن حُذفت
كشف تقريرٌ مطوّل نشرته مجلة “فوربس” الأمريكية، عن غياب الخصوصية أثناء استخدام الإنترنت بشكلٍ كامل، ما شكَّل صدمة كبيرة حول العالم، وتضمَّن التقرير مجموعة من الشهادات لأشخاصٍ يعملون في شركات المراقبة السرية التي تجعل من بيانات المستخدمين في مختلف منصات البحث والتواصل الاجتماعي عُرضة للاطّلاع والتجسس عبر تلك الشركات التي تتعاقد معها الولايات المتحدة الأمريكية.
انتهاكات ضد المستخدمين بالمجان
وتحتل شركة “PenLink” المرتبة الأولى بين شركات التجسس حيث أكَّد أحد ممثلي الشركة “أن بعض الانتهاكات ضد مستخدمي التواصل الاجتماعي تُقدم أحياناً بالمجان في حال الاشتباه بهم”.
كما كشف المستشار السابق لشركة اتصالات “Verizon Communications Inc” راندي ميلش “إن معظم وسائل التواصل التي نقوم باستخدامها اليوم تُشرع للقانون استخدامها في مذكرات الاستدعاء لجمع السجلات وبما في ذلك الأسماء والعناوين، بالإضافة إلى أوقات الجلسات ومُددها”.
كافة مُراسلات واتساب قابلة للاطّلاع حتى لو تمَّ حذفها
بدوره “سكوت توما” أحد العاملين لشركة بيرلينك يؤكد أيضاً “أن كافة مراسلات واتساب بكافة أشكالها من رسائل صوتية ومكتوبة، بالإضافة إلى المُستندات والوثائق حتى وإن تم حذفها هي قابلة للاطلاع في أي وقت”وأوضح توما أنه على الرغم من تأكيدات التطبيق بتشديد إجراءات الحماية. إلَّا أنَّ نسخ الرسائل احتياطياً يُزيل حماية الرسائل المشفّرة (end-to-end encryption) التي يُقدّمها التطبيق. وكشف “توما” إنه كان يعمل على قضية في نيويورك حيث كان يطلع على “حوالي ألف تسجيل من واتساب”.
ورغم عدم القدرة على اعتراض رسائل واتساب أثناء الإرسال، ولكن مع ذلك، يمكن تتبع البيانات الوصفية التي تُوضِّح كيف تم استخدام حساب الواتساب والأرقام التي كانت تتواصل مع بعضها البعض ووقت التواصل، وذلك باستخدام تقنية مراقبة تُعرف باسم سجل القلم (pen-register)، ريثما يتم عمل النسخ الاحتياطي للمحادثة يومياً حيث تصبح قابلة للقراءة والاطلاع من المتجسسين.
التطبيقات قادرة على تحديد موقعك بكل دِقة
وعن قدرة المواقع على تتبُّع الموقع الخاص بالمستخدمين يقول “توما” أنَّ شركة جوجل “يمكنها أن تُحدد موقعي على بعد ثلاثة أقدام من الموقع الدقيق”. وأضاف: “لا يمكنني إخبارك بعدد القضايا القديمة وغير المحلولة التي ساهمت في العمل فيها”
وقال أيضاً إنه إذا كان الناس يحملون هواتفهم ولديهم حسابات على “Gmail”، فإن جهات إنفاذ القانون يُمكن أن يحالفها الحظ حقاً، وهذا الأمر يحدث كثيراً”.
وأضاف أن فيسبوك، “يحدد الهدف في نطاق 60 إلى 90 قدماً، بينما بدأ سناب شات في تقديم معلومات أكثر دِقة عن الموقع في نطاق 15 قدماً”.
وأمَّا عن “Apple iCloud” فهي “استثنائية” حسب وصف “توما” حيث قال: “إذا فعلت شيئاً سيئاً، أراهن أنه يمكنني العثور عليه في تلك النسخة الاحتياطية”، بينما لم تقبل شركة آبل أن تعلق على ذلك حسب مجلة فوربس الأمريكية.
معلومات المُستخدمين عُرضة للبيع لأغراضٍ تجارية
كما يتحدَّث التقرير عن خطورة عمليات التجسس ليوضح أنَّ منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أرضاً خصبة لشركة بينلينك وعملائها المكلفين بإنفاذ القانون حيث أصبحت المعلومات الشخصية للمستخدمين عرضة للبيع لأغراض تجارية تجاوزت قيمتها أكثر من 20 مليون دولار.
كما يكشف التقرير أنَّ منصات التواصل الاجتماعي تقوم بجمع بيانات المستخدمين دون وجه حق ثم تعمل على مشاركة المعلومات مع ذوي المصلحة حتى أصبحت تلك المعلومات مصدراً أساسياً لتنمية قوتها الشرائية والدعائية على حساب الخصوصية