مينج تشي كو، المحلل البارز المتخصص في تتبع أداء شركة آبل، يُشير إلى أن الانخفاض الحاد في الشحنات من مصنع فوكسكون الواقع في مدينة تشنغتشو، والذي يعتبر قلب إنتاج هواتف آيفون، كان له دور رئيسي في هذا التراجع.
السبب
السبب وراء هذا الانخفاض يُنسب جزئيًا إلى الاضطرابات العمالية التي شهدها المصنع في العام الماضي، حيث تظاهر العمال احتجاجًا على الرواتب والظروف المهنية، بالإضافة إلى تأخير الشركة في دفع المكافآت المستحقة لهم.
لقد ألقت هذه الاضطرابات بظلالها على أرباح فوكسكون، الشركة المسؤولة عن تصنيع هواتف آيفون لصالح شركة آبل، خاصة وأن هذه الأحداث تزامنت مع إجراءات مكافحة فيروس كورونا المتشددة التي اتخذتها الصين.
على الرغم من ذلك، استأنف المصنع أعماله بعد تهدئة الاحتجاجات.
من وجهة نظر المحللين، أدت هذه الإغلاقات إلى “ضربة قوية” لسلسلة التوريد الخاصة بآبل، حيث تسببت في تخفيض فوكسكون لعدد شحنات آيفون 14 برو وآيفون 14 برو ماكس بمقدار 12 مليون وحدة.
ونتيجة لذلك، شهدت آبل تراجعًا ملحوظًا في إيراداتها للربع الرابع من العام المالي الماضي مقارنة بالتوقعات التي كانت قد أعلنت عنها.
على الرغم من أن آبل كانت تتوقع أن تظل إيراداتها ثابتة في الربع الرابع من عام 2023، إلا أن الأرقام كشفت عن انخفاض إلى حوالي 89.5 مليار دولار، مقابل 90.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.
المنافسة في سوق الهواتف الذكية
وفي سياق متصل فإن تحديات سوق الهواتف الذكية، لم تتوقف المنافسة عند هذا الحد، فقد عادت هواوي لتشكل ضغطًا كبيرًا في السوق الصيني، مما أثر سلبًا على الطلب على منتجات آيفون.
ويبدو أن هذا التأثير لن يقتصر على الحاضر فحسب، بل يتوقع المحللون استمرار هذا التراجع خلال عام 2024، وذلك نظرًا للتغيرات الهيكلية التي تشهدها السوق وتنامي المنافسة مع العلامات التجارية المحلية.
إن هذه الظروف تشير إلى وضع جديد في صناعة الهواتف الذكية بالصين، حيث تحتاج آبل إلى إعادة صياغة استراتيجياتها للحفاظ على موقعها في هذه السوق الضخمة والمتغيرة باستمرار.
مع التطورات الأخيرة، يمكن للمستهلكين والمتابعين لصناعة الهواتف الذكية أن ينظروا إلى مستقبل مليء بالتحديات والفرص، ومع ظهور منافسين قويين مثل هواوي، يبدو أن المعركة على قلوب وعقول المستهلكين في الصين لن تخلو من المفاجآت.