كشفت الصورة الساحرة التي التقطها “التلسكوب جيمس ويب” عن بقايا المستعر الأعظم، أو كما يسميه العرب النيزك الكبير “Cassiopeia A” والذي يقع على بعد 11000 سنة ضوئية، تفاصيل عالية الدقة، وتمثل حقبة جديدة في دراسة انفجارها، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
تفاصيل جديدة لم تظهر في صور النجم السابقة
جدير بالذكر؛ أن في أبريل 2023، كشفت أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة لتلسكوب “جيمس ويب” عن ملاحظات جديدة، ومثيرة للدهشة في نفس الوقت داخل الغلاف الداخلي للمستعر الأعظم “Cas A”، والذي يقع على بعد 11000 سنة ضوئية في كوكبة ذات الكرسي. ويقدر أنه انفجر منذ حوالي 340 عامًا.
The mesmerising image from the James Webb Telescope unveils the Cassiopeia A (Cas A) supernova remnant in near-infrared light. Webb's powerful vision detects minute knots of sulfur, oxygen, argon, and neon gas, containing elements crucial for new star and planet formation. 1/2 🧵 pic.twitter.com/47rjNmpYkS
— Cosmology (@Cosmology0) December 11, 2023
ونجد أن هذه المميزات لم تظهر مع كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة “NIRcam” الخاصة بالتلسكوب في أحدث صورة، كما أن ألوان الصورة بدت أقل وضوحًا، ويرجع الباحثون هذا الاختلاف إلى استخدام أطوال موجية مختلفة، جعلت الصورة الجديدة تكشف عن تفاصيل أكثر تعقيدًا.
وعند مقارنة الصور السابقة بالجديدة، نلاحظ ظهور ألوان أكثر حيوية مثل: اللون البرتقالي، والوردي في آخر صور “جيمس ويب”، وظهور مزيج من الغازات، والغبار الكوني، والجزيئات، أما الصورة السابقة كانت تبدو عديمة اللون إلى حدٍ ما، ويظهر بها ما يشبه الدخان الأبيض، ويعتقد العلماء إلى أن هذه الألوان تشير إلى مكان اصطدام موجة انفجار “المستعر الأعظم” بالمادة المحيطة بالنجم، كما اتفقوا على أن اللون الأبيض يمثل “إشعاع السنكروترون الخفيف” الناتج عن التفاف الجسيمات المشحونة بسرعة عالية حول خطوط المجال المغناطيسي.
ظهور “الوحش الأخضر” في صورة المستعر الأعظم
نجد أن هناك اختلافًا آخر بين الصورتين، وهو حلقة الضوء الأخضر الموجودة في التجويف المركزي للمستعر الأعظم الموجودة بشكل واضح في الصورة الأحدث، لم تكن موجودة في الصورة القديمة، وقد أطلق عليها الباحثون اسم “الوحش الأخضر” فور النظر إليها، ووصفوها بأنها غير مفهومة، بينما في الصورة السابقة يظهر ثقوبًا دائرية محددة باللون الأبيض، والأرجواني والتي تمثل الغازات المتأينة، ويفسر الباحثون ذلك بأنه نتيجة لحطام المستعر الأعظم، والذي يندفع عبر الغاز الذي خلفه النجم قبل انفجاره.
وفي الوقت نفسه، أظهرت صورة كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة السابقة ميزة لم يسبق لها مثيل للباحثين، وهي معرفة نسل المستعر الأعظم الرئيسي، والمسمى ب “Baby Cas A” في الزاوية اليمنى السفلية من مشهد الكاميرا.
وختامًا، فإن “التلسكوب جيمس ويب” ليس فقط أكبر تلسكوب، ولكنه أقوى تلسكوب تم إرساله للفضاء باستخدام مركبة الإطلاق Ariane 5، وقد دعمت وكالة الفضاء الأوروبية التلسكوب بجهاز قياس الطيف NIRSpec و50% من أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة MIRI، والتي تم تصميمها وبناؤها من قبل مجموعة من المعاهد الأوروبية الممولة وطنيًا، بالشراكة مع مختبر الدفع النفاث وجامعة أريزونا، وقد التقط بالفعل أهم صور المجرات، وأوضح صورة للكون، ويمثل تعاون دولي بين “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية (CSA).