إن التعليم في المنزل في ظل جائحة فيروس كورونا شكل الفرصة المناسبة لإزدهار تكنولوجيا التعليم، لكن العيوب التي ظهرت تعني أنها لم تفِ بوعدها.
في عام 2020، اضطر الناس في جميع أنحاء العالم إلى إستخدام التعلم عن بعد عبر الإنترنت كبديل عن الدراسة التقليدية حيث أغلقت جائحة فيروس كورونا المدارس التي تخدم أكثر من مليار طالب. لقد كانت لحظة فارقة في تاريخ تكنولوجيا التعليم، ولكن بالنسبة للعديد من الطلاب والأسر، كان التعلم عن بعد مخيبا للآمال.
كان التعليم عن بعد أمام تحديين رئيسيين. الأول هو أن معظم الناس يعتمدون على التواصل البشري للحفاظ على دوافعهم. ورغم أن للتعلم عبر الإنترنت القدرة على تجاوز حدود الفصول الدراسية النموذجية، ولكن في الممارسة العملية، يكافح العديد من الطلاب عبر الإنترنت من أجل الحفاظ على التركيز.
التحدي الثاني هو أن المناهج معقدة. في أي يوم في المدرسة، قد يقدم أحد المعلمين مخططًا جديدًا لكيفية نطق الحروف في لغة ما، وآخر ينهي موضوعا في علم الجيولوجيا، والثالث يشرح قصيدة في الأدب العربي. أما مجالات التعلم عن بعد فتحتاح تطوير ونشر محتوى جديد وأدوات وموارد وتقييمات.
التقييمات هي أيضاً تحد شائك. في بعض المجالات، مثل الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، يمكن للجهاز أن يكتشف على الفور متى يحل الطالب مشكلة ما أو ينشئ برنامج كمبيوتر يعمل بشكل صحيح.
ولكن لسوء الحظ، يمكن لأجهزة الكمبيوتر تقييم الإجابة العددية الصحيحة على الفور. ولكن إذا طلبنا من الطلاب كتابة فقرة عن التعبير الحر أو الشعر أو البلاغة، فلن تتمكن أجهزة الكمبيوتر من تحديد الإجابات الصحيحة والصحيحة جزئيًا وغير الصحيحة بشكل موثوق. لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر تقييم كيفية تفكير البشر من الأدلة بشكل موثوق، وحيث أن التعلم تتطلب عملية الاستنتاج كدليل على إتقان عملية التعلم.
كل حل تقني هو أيضًا مشكلة رأس مال بشري: يتطلب دمج التقنيات في التعلم منح المعلمين والطلاب وقتًا للعب والتأقلم مع الأدوات الجديدة والروتينية وطرق التدريس.