سنتناول في موضوعنا التدقيق اللغوي وأهميته في الكتابة والمحتوي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الآن في متناول الجميع، وفي أغلب الأحيان يضطر المستخدم إلى التعبير عن آرائه ومشاعره عن طريق الكتابة، من هنا ظهرت الحاجة إلى ضبط الكتابة العربية الصحيحة، ليس فقط لصناع المحتوى أو المحررين ولكن يمكننا القول أنها تضفي على خطابك رونقًا خاصًا يعكس للمتلقي مدى اهتمامك بتفاصيل المحتوى الذي تقدمه من حيث المعنى والمبنى.
أهمية التدقيق اللغوي والإملائي في الكتابة والمحتوى:
إن الحديث في هذا المقال عن تجنب الأخطاء الإملائية لا يقلل بأي حال من أهمية تجب الأخطاء اللغوية المنطوقة، إذ يجب على المعلق أو المتحدث أيا كان تخصصه أن يزين كلماته بنطق عربي صحيح، ولا تحسب أن هذا الاهتمام مجرد أمر كمالي، وذلك للأسباب التالية:
- تختلف لهجات العرب كثيرا، ولكن عند ضبط اللغة العربية في خطابك سوف يستطيع المتلقي فهمك بسهولة مهما كانت لهجته.
- إن استبدال حرف بآخر أثناء الكتابة قد يغير المعنى المراد، ومن ذلك خلط الناس بين التاء المربوطة والهاء المربوطة بالتخلي عن النقاط أو إضافتها في غير مواضعها.
- حتى إذا قررت أن تتحدث بالعربية الفصحى في مناسبة ما، فعليك ملاحظة أن تبديل الحركات من تلقاء نفسك أو لأنك اعتدت على النطق غير الصحيح للكلمة سوف يلعب دور في تشويش معناها.
وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على بعض الأخطاء الكتابية الشائعة التي يقع فيها صانع المحتوى، وكيفية تجنب تلك الأخطاء في ثلاث خطوات:
- اكتشاف الخطأ الشائع.
- حفظ طريقة سهلة لكشف الخطأ وتجنبه.
- تطبيق القاعدة ومن ثم الكتابة الصحيحة.
أشهر الأخطاء الإملائية وكيفية تجنبها:
هناك بعض الأخطاء الإملائية التي لا تحتاج إلى متخصص لكشفها، ويمكن القول إنها تؤذي عين القارئ كنوع من التشوه البصري، ولكن الأمر لا يحتاج إلى دراسة عميقة، فقط ركز على الملاحظات التي سوف أعرضها فيما يلي:
التاء والهاء المربوطة:
نضع الهاء والتاء المربوطة أن في نهاية الكلمة وعند حدوث خلل في وضع النقاط ربما يتبدل المعنى، مثال: (ضربه ضربة) الأولى فعل وتعنى أن أحد ما ضرب شخص آخر عبرنا عنه بهاء الضمير، أما ضربةً فمعناه ضربة واحدة.
لكن هناك وسيلة بسيطة للتمييز بينهما، ويمكن ذلك عن طريق تثنية الكلمة، مثلا: (سبيكة تثنى على سبيكتان) نلاحظ ثبات التاء قبل الألف والنون في التثنية، أما كلمة (وجه تثنى على وجهان) نجد أن ما قبل الألف والنون هو حرف الهاء وهكذا.
الخطاب المؤنث:
من أكثر الأخطاء الإملائية الشائعة هي إلحاق الياء بخطاب المؤنث بدلا من الكسرة لا سيما في ضمير المخاطب الكاف؛ فيقال: لكِ، حالكِ، اختياركِ، إذا كنت تستثقل وضع الكسرة فلا تضع الياء من فضلك وسوف يفهم المعنى من السياق؛ وكذلك عند كتابة ضمير المخاطب المؤنث يكتب (أنتِ) وليس (أنتي).
وهذا لا يعني نزع الياء أساسا عند صياغة الكلمة للمؤنث، لأنك إذا قلت (تحدثي) فهذا صحيح لأنها ياء المخاطبة المؤنثة وتأتي مع الفعل الأمر والمضارع فتقول: (تحدثي- تتحدثين)، فقط كل ما عليك هو عدم إضافة هذه الياء للضمائر كما ذكرت.
التمييز بين همزة القطع وألف الوصل:
بالطبع يستطيع الكاتب أن يميز بين الاسم والفعل والحرف؛ سوف تحتاج ذلك فيما يلي:
- جميع الأسماء تحتاج إلى همزة قطع على الألف، ما عدا الأسماء التسعة وهي: (ابن- ابنة- امرؤ- امرأة- اسم- اثنان- اثنتان- ايم الله- أيمن الله)
- جميع الحروف تحتاج إلى همزة مثل حروف الجر وحرف نصب الفعل المضارع وغيرها، ما عدا (ال) التعريف الشمسية والقمرية.
- بالنسبة للأفعال فلن أثقل كاهلك بحفظ القاعدة، ولكن يمكنك أن تضع قبل الفعل حرف عطف ثم تنطقه لكي تكشف عن وجود الهمزة أو عدمه، فإذا قلنا (واستغفر، واتقي، واستقام) لن تحتاج إلى همزة؛ إذ ينتقل الصوت من الواو إلى الحرف التالي للألف مباشرة، ولكن إذا قلنا (وأكمل حديثه، وأقم الصلاة، وأرسلت الخطاب) سوف تلاحظ ظهور الهمزة قاطعة النطق بين الواو والحرف التالي الهمزة.
الهمزة في وسط الكلمة وآخرها:
ربما تعرف الآن أين تضع الهمزة في بداية الكلمة، لكن بالنسبة للهمزة المتوسطة والهمزة المتطرفة تحتاج إلى وسيلة أخرى لضبطها، الأمر ليس معقدا كما تظن بل هناك طريقة يمكنها شرح أغلب المواضع، كل ما عليك هو حفظ ترتيب الحركات من حيث القوة، فأقوى الحركات هي: (الكسر ثم الضم ثم الفتح ثم السكون).
الآن كل ما عليك هو ملاحظة حركة الهمزة وما قبلها ومقارنتهما حسب القوة، فإذا كانت الكسرة أقوى توضع الهمزة على نبرة أو على الياء (ئـ/ئ)، وإذا كانت الضمة أقوى توضع الهمزة على الواو (ؤ) وإذا كانت الفتحة أقوى توضع على الألف (أ) وإذا كان مد وسكون توضع على السطر، وإليك مثال: (سائِل، مُؤْمن، سَأَل، شَيْء- مساء).
يمكن أيضا أن يساعدك استخدام أداة “قلم” وتثبيتها على المتصفح الخاص بك لاكتشاف الأخطاء الإملائية، تستطيع الحصول عليه من خلال الضغط هنــــا.
أهمية علامات الترقيم ومواضعها في الجملة:
علامات الترقيم ليست لتزيين القطعة التي تكتبها وحسب، ولكل منها مكان ووظيفة يتطلبها السياق، ومن أهم العلامات التي تستخدم في كتابة المحتوى والتي تقبلها شروط السيو:
- الفاصلة (،) وتوضع بعد انتهاء أجزاء المعنى، فعندما نتحدث خلال فقرة من ثلاثة أسطر مثلا لا يجب ترك جملها بغير فاصلة، ولا يمكن استبدالها بالنقطة مثلا. (انظر للسطر السابق لترى أين وضعت الفاصلة).
- النقطة (.) تأتي في نهاية الفقرة، وبعد انتهاء الجملة في التعداد النقطي أيضا.
- علامتا التنصيص (“”) يوضع بينهما نص الاقتباس أو مصطلح ما.
- النقطتان (:) نستخدمهما بعد فعل القول أو عند التوضيح، وعندما تنتهي جملة القول أو الجملة الموضحة نضع النقطة (.) وإذا كان الكلام مقتبسا نضعه بين علامات التنصيص (“”).
ملاحظات مهمة على علامات الترقيم:
الأمر لا يتوقف على اختيار علامة الترقيم المناسبة في المكان المناسب فحسب ولكن يجب أيضا أن تراعي أنها تستخدم كإشارة لانتهاء معنى وبداية معنى آخر، لذلك يجب أن تكون علامة الترقيم مرتبطة بما أتت لأجله، وتوضيح ذلك كما يلي:
- الفاصلة والنقطة ملحقتان بالجملة لذلك لا تترك مسافة بينهما وبين الكلمة السابقة، وتوضع المسافة (مسطرة space) بعدهما، وذلك تجنبا لوقوع علامة الترقيم في بداية السطر عن تغيير تنسيق الكتابة.
- علامتا التنصيص (“”): في العلامة الأولى يترك مسافة قبلهما، وفي العلامة الثانية تكون المسافة بعدهما، “بمعنى أنه يجب أن يكونا متصلين بالكلام بينهما” كما فعلت في العبارة السابقة.
- أما النقطتان الرأسيتان: فيجب أن يلتصقا بفعل القول أو العبارة المراد توضيحها. (كما فعلت في هذا السطر).
وفي هذا السياق نشير إلى أنه عند كتابة مقالات نأمل أن تكون مطابقة لشروط السيو، لا يمكننا استخدام علامات الترقيم الأخرى مثل: علامة التعجب وشرطتا الجملة الاعتراضية.
ملاحظات إضافية لتجنب الأخطاء أثناء الكتابة:
هناك بعض الملاحظات الإضافية التي يجب وضعها في الاعتبار عند صياغة المحتوى المكتوب وهي:
- لا تجعل السطر ينتهي بحرف عطف، لذلك اجعل حرف العطف (الواو) ملتصقا بالكلمة التي تليه بدون مسافة.
- لا تبدأ السطر بعلامات الترقيم (الفاصلة والنقطة والنقطتان الرأسيتان) لذلك اجعل تلك العلامات ملتصقة بما قبلها.
- لا تضع (ال) التعريف في كلمة غير وإنما في الكلمة بعدها، قل مثلا: غير الصحيح.
- أثناء كتابة المقال حاول أن تجعل خطاب المتلقي والمتكلم موحدا، بمعنى أن تختار من البداية أن تتحدث للقارئ على أنه مخاطب، أو تتحدث عن الغائب أو تتحدث عن نفسك كفرد أو كمجموعة، أو تتحدث إلى المذكر أو المؤنث، وتراعي ذلك أثناء المقال إلا إذا كان المقال نفسه يتطلب تنوع الخطاب.
قد أضاف مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة عبر حسابه على تويتر اختبارا يسيرا لقياس مهارتك في الصرف، وتستطيع الدخول إلى الاختبار من خلال الضغط هنــــا.
وأخيرا إذا استطعت أن تلتزم قدر المستطاع بما ذكرته في هذا المقال سوف تتمكن من تجنب الكثير من الأخطاء الإملائية، ويبقى فقط مراجعة المقال حتى تتأكد من عدم وجود أخطاء كتابية ناتجة عن السرعة أثناء الكتابة.