دائماً تجد أجهزة التحقيقات المُكلفة بكشف أسرار حوادث الطيران الإجابات الشافية والحاسمة عنده، ولما لا؟ وهو الجهة الوحيدة التى تُعطى الرؤية الشاملة ويقطع بكل التكهنات، نعم هو الصندوق الأسود، الذي فرضته القوانين الدُولية الخاصة بالملاحة الجوية، على شركات الطيران بتواجده داخل طائرتها المدنية فما هو الصندوق الأسود؟ وما هي قصته؟ وكيف يؤثر في مسار كشف الحقائق الكاملة حول رحلات الطيران.
ان الصندوق الأسود لم يستمد أسمه في حقيقة الامر من لونٍ أسود يُميزه، فهذا الصندوق دائماً ما يكتسى باللون الأصفر أو البرتقالي لسهولة كشفه وتمييزه بين حطام الطائرة حال حدوث أي حادثة لها خلال رحلتها، ولقد أُطق على هذا الصندوق وصف الأسود لأنه يرتبط ذِكره دائما بأحداث مؤسفة تتسم بالسواد، وهذا يُفسر لماذا سُمى الصندوق الأسود بهذا الإسم؟.
كيف يتمكن الصندوق الأسود من كشف الحقائق
ان الصندوق الأسود صُمم بطريقة تُمكنه من تحمل كافة انواع التفجيرات وايضاً كل حالات السُقوط من ارتفاعاتٍ شاهقة، ومن ثم يتمكن الصندوق الأسود من تسجيل كل المعلومات وما حدث اثناء رحلة الطيران تفصيلياً، وفي حقيقة الأمر أن الطائرات المدنية لا يتواجد بها صندوق أسود واحد بل صندوقان.
الأول يتواجد في مؤخرة الطائرة يُسجل حالة الطائرة من وقت وسرعة الطائرة واتجاهات تحركاتها بكل تفصيل منذ بداية رحلتها وحتى انتهاء الرحلة، الصندوق الثاني يتواجد في قُمرة القيادة يُسجل كل الاصوات بالطائرة من مُشاحنات أو حوارات أو طلب النجدة، وزود الصندوق الاسود بإمكانية ارسال اشارات من اعماق البحار حال سقوط الطائرة وسط المياه وغوصها في الاعماق، وأيضاً ًيتمكن الصندوق الأسود من تسجيل أحداث تصل إلى 120 ساعة في حدها الأقصى و30 ساعة في حدها الأدنى.