تقدم آبل نقلة نوعية في عالم البطاريات المخصصة للأجهزة الإلكترونية، حيث تشير التقارير الحديثة إلى أن الشركة تعمل على تطوير بطارية فريدة من نوعها لتحسين وتطويل عمر البطارية في هواتف الآيفون القادمة بشكل ملموس.
هذا التطور الطموح، الذي يتوقع أن يرى النور تجاريًا بحلول العام 2025، يأتي حسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة ET News الكورية استنادًا على معلومات مستقاة من مصادر مطلعة داخل الصناعة.
تدخل الشركة في أعماق العملية التطويرية بتركيزها على الأنود والكاثود، اللذين يشكلان العمود الفقري لأداء البطارية، وتهدف آبل من خلال ذلك إلى إحداث ثورة في الأداء البطاري بتقديم تكنولوجيا جديدة كليًا.
تعمل آبل على تصميم مواد الكاثود الجديدة عبر دمج مواد خام متنوعة مثل النيكل والكوبالت والمنغنيز والألمنيوم لتحقيق تركيبة محسنة تعزز من كثافة الطاقة والإخراج والاستقرار للبطاريات.
ولم تغفل الشركة عن أهمية الابتكار في هذا الجانب حيث تنظر في استخدام أنابيب الكربون النانوية كمواد موصلة تعمل على تعزيز أداء البطارية.
بالإضافة إلى ذلك، تعكف آبل على تحسين مواد الأنود من خلال زيادة محتوى السيليكون، الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجابًا على سعة البطارية ويقلل من زمن الشحن والتفريغ.
ورغم التحدي الذي يمثله توسع السيليكون خلال دورة الشحن، تشير التكهنات إلى أن آبل قد وجدت حلاً فعالًا لهذه المشكلة.
تصنيع بطارية لم تُستخدم بعد في السوق العالمي
تتطلع الشركة لخلق بطارية لم تُستخدم بعد في السوق العالمي، مواكبةً بذلك الطلب المتزايد على بطاريات ذات أداء عالٍ، لا سيما مع تنامي تجربة المستخدم في مجالات مثل الواقع المختلط والميتافيرس.
ولا شك أن آبل تضع في حسابها تعزيز قدرات البطاريات من خلال الابتكار في تطوير المواد الأولية لضمان أعلى مستويات الأداء.
تاريخ آبل مع الابتكار في مجال البطاريات ليس وليد اللحظة، إذ يعود الاهتمام بهذا الجانب إلى عام 2018 عندما بدأت الشركة في توظيف خبراء وتسجيل براءات اختراع تتعلق بالبطاريات.
وفي عام 2019، عززت آبل جهودها بتعيين مسؤول تنفيذي سابق في شركة سامسونج لقيادة قسم تطوير البطاريات.
أشارت التقارير اللاحقة إلى أن الشركة لا تسعى فقط لتحسين بطاريات الأجهزة المحمولة، بل تتجه نحو تطبيق ابتكاراتها في مشاريع مستقبلية مثل تطوير سيارة ذكية خاصة بها.
ومن المتوقع أن تستفيد أجهزة أخرى كالآيباد والماك بوك من هذه التقنيات الجديدة، رغم أن الأولوية تظل للأجهزة المحمولة كالهواتف الذكية.
تأتي هذه الخطوة من آبل لتثبت مرة أخرى ريادتها في مجال التكنولوجيا وحرصها على تقديم أفضل تجربة ممكنة لمستخدمي منتجاتها، من خلال إطالة عمر البطارية وزيادة كفاءتها، مما يعد بثورة في معايير الأداء والاستدامة للأجهزة الإلكترونية في العصر الحديث.
