تأهل منتخب المغرب إلى الدور نصف النهائي في كأس العالم 2022 في معجزة يصعب تصديقها بقيادة وليد الركراكي المدرب الوطني المغربي الذي قاد أسود الأطلس لإنجاز يصفه الجميع بالمعجزة.
في شهر أغسطس الماضي وقبل شهور قليلة من بداية كأس العالم في قطر أعلن الاتحاد المغربي تعيين المدرب الوطني وليد الركراكي مدرب الوداد البيضاوي في منصب المدير الفني للمنتخب المغربي خلفاً للبوسني وحيد خليلوزيتش.
التوقعات بشأن الركراكي كانت قليلة خصوصاً أنه ليس مدرب أوروبي، وفي منطقتنا العربية الكفة دائماً تميل للمدرب الأوروبي على المدرب الوطني.
وليد الركراكي: لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟
وليد الركراكي مدرب المغرب بعد التأهل من دور المجموعات سأل الجميع خلال المؤتمر الصحفي للقاء إسبانيا “لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟” الركراكي كان يوجه سؤاله للجميع، المغاربة والعرب والأفارقة، للجميع، ولكن من كان يحلم معه؟
في كل مرة كان يحلم لا يشاركه أحد الحلم إلا لاعبي المنتخب المغربي وقد نجح الركراكي في وضع بذرة الأمل والحلم في لاعبيه وفي كل مباراة يلعبونها، يلعبون كأنها المباراة الأخير في مسيرتهم، كل مباراة هي مباراة نهائي.
لم يصدق أحد حلم وليد الركراكي الذي تأهل إلى دور الستة عشر على حساب بلجيكا ومتصدراً على حساب كرواتيا، ولكنه عندما قاد فريقه لإقصاء إسبانيا، صدقه البعض وشاركوه الحلم.
في الدور ربع النهائي توقع الجميع أن ينتهي حلم الركراكي والمغرب، سيهتفون لإنجاز التأهل إلى الدور ربع النهائي والخروج المشرف أمام البرتغال، إنجاز لم يسبقه إليه أي منتخب عربي.
لكن مدرب أسود الأطلس كان يحلم بأكثر من الخروج المشرف، وبالفعل كان ندا للند ضد البرتغال، وفازت المغرب على البرتغال وبعد الفوز آمن الجميع بحلم وليد الركراكي.
في البدء كان يحلم وحده والآن المغاربة وجميع العرب والأفارقة يشاركونه حلم الفوز بكأس العالم، آمن الجميع بإمكانية الفوز بالمونديال أخيرا وبحلم وليد الركراكي.
مشوار المنتخب المغربي في كأس العالم يعطينا دافعا وأملاً في كل نواحي الحياة، المستحيل يتحقق بالفعل، بالحلم والشراسة والقوة والالتزام والأمل.
الآن المنتخب المغربي على مسافة مباراة واحدة من النهائي لأول مرة في تاريخ اللعبة، حتى أقصى المتفائلين لم يكن ليتوقع هذا السيناريو الإعجازي، الموضوع بدأ كحلم وانتهى إلى واقع نراه ونشاهده.
المعجزة المغربية مع وليد الركراكي
لاستيعاب إنجاز منتخب المغرب مع وليد الركراكي يجب أن تعرف أنه صعد متصدر مجموعته في دور المجموعات على حساب كرواتيا ثاني كأس العالم 2018 وبلجيكا ثالث كأس العالم في 2018 والفريقين مرشحين للوصول إلى المربع الذهبي، وكندا الذي قدمت أداء جميلا وقويا لكن قلة الخبرات أطاحت بهم.
بعدها واجه إسبانيا في دور الستة عشر وأطاح بهم خارج البطولة، إسبانيا منتخب مرشح للفوز بمونديال قطر، ليواجه البرتغال بعدها المرشح الآخر للتتويج، وفاز أسود الأطلس عليهم.
كل هذا ولم يدخل مرمى ياسين بونو الحارس المغربي سوى هدف وحيد وكان عن طريق نايف أكرد اللاعب المغربي بالخطأ في مرماه، لم يستطع أي منتخب هز شباك الأسود خلال خمسة لقاءات.
كل هذه اللقاءات الصعبة والقوية، استطاع المنتخب المغرب أن يعبر من خلالها، والأصعب أن الركراكي تولى القيادة الفنية للمغرب قبل كأس العالم بحوالي ثلاثة أشهر فقط ونجح في تجهيز هذا المنتخب خلال مدة قليلة.