سبق مباراة الليلة بين الأهلي والزمالك، أحاديث كثيرة، كما هى العادة قبل أية مواجهة للفريقين، يرافقها أيضاً تكهنات هنا، وتوقعات هناك، فالأهلي يريد أن يخرج ببطولة من هذا الموسم الذي فقد فيه الدوري، ومديره الفنى فتحى مبروك يسعى لتأكيد جدارته للبقاء في منصبه، ولاعبيه لديهم كذلك الرغبة في الإعلان عن أنهم صفقات رابحة، وتمثيلهم للفريق في الموسم المقبل سيكون جيدا.
وفي المقابل، الزمالك يحلم بالثنائية، أى الحصول على بطولة الكأس بعد أن فاز بالدوري، إلى جانب الجزء النفسى والجماهيرى الخاص بالفوز على الأهلي، بعد الخسارة في أخر لقاء جمعهما بالدوري، يضاف إلى ذلك أن المدير الفنى البرتغإلى فيريرا يعلم جيدا أنه سيكون على شفا حفرة من النار إذا خسر، رغم ما حققه في بطولة الدوري، في حين أن النتيجة سيكون لها مردودها الإيجابى في نفوس لاعبى الزمالك في حالة الفوز، ناهيك عن الإطار الإدارى المتمثل في رئيس النادي الذي لن يرضى سوى بالفوز بعد كل ما فعله لتدعيم الفريق بصفقة تلو الأخري. أى أن الأمور معقدة ومتشابكة عند الفريقين خوفا من الخسارة، وهو ما يشير إلى أن المباراة ستكون ممتعة لو لعب اللاعبون، وستكون عصبية لو فكر اللاعبون فيما قيل ويقال قبل المباراة من هنا ومن هنا.
تلك هى المقدمات النظرية التي تسبق نهائي كأس مصر، ولكن ماذا سيكون الواقع العملي؟!.. وكيف سيلعب الأهلي لتحقيق الفوز؟.. وماذا سيفعل الزمالك لإنهاء ما يسمى بعقدة الخسارة أمام الأهلي منذ فترة؟.. ومن سيتفوق على الأخر.. مبروك أم فيريرا؟!.. ونظرا لأنها أسئلة إجاباتها صعبة، في إطار إعتدنا فيه أن مباراة الفريقين تأتى دائما خارج نطاق التوقعات، حتى لو كانت المعطيات التي تسبقها ترجح كفة هذا أو ذاك، لهذا سنحاول إلقاء الضوء على بعض الجوانب الفنية في النقاط التالية:
(1): أزمة فتحى مبروك ليست في اللعب بمهاجم واحد أو الدفع برأسى حربة منذ البداية، ولكن في كيفية تعويض غياب حسام غإلى عن خط الوسط، ولهذا تراوده أفكارا كثيرة، ربما في مقدمتها وضع أحمد فتحى بجوار حسام عاشور ومعهما عبد الله السعيد لتأمين تلك المنطقة التي ستمثل الفارق في السيطرة، وما يترتب عليها من ضغط على دفاعات فريقه، أو ربما يلجأ للسيناريو الثانى المتعلق بإشراك رامى ربيعة في حالة قيده أو صالح جمعة في حالة جاهزيته في الوسط مع عاشور والسعيد.. ويبقى فتحى ناحية اليمين.
(2): الوضع مختلف في الزمالك باعتبار أن هناك ثلاثة لاعبين في خط الوسط سيعتمد عليهم فيريرا، هم: معروف يوسف وطارق حامد وأحمد توفيق، ولكن الأمر الذي يحمل جدلا يتمثل في إشراك أيمن حفنى من عدمه، خاصة بعد ما أثير خلال الأيام الماضية في هذا الأمر وما يتعرض له فيريرا من ضغوط وتدخلات معلنة حول ضرورة وجود حفني، وإن حدث فسيكون – بالتأكيد – على حساب مشاركة أحمد حمودي.
(3): هناك عناصر أساسية ستكون موجودة في تشكيل الفريقين دون جدال، ففي الأهلي سيكون شريف إكرامى حارسا للمرمي، وأمامه نجيب وسمير، ويسارا حسين السيد، ويمينا باسم على في حال قيام أحمد فتحى بدور أخر، وفي الأمام رمضان صبحى ومؤمن زكريا يتقدمهما عمرو جمال كمهاجم صريح، وفي الزمالك الكفة الأرجح تميل للبدء بجنش في حراسة المرمي، رغم أن الشناوى مازال في الصورة، ولكن ذلك لا يمثل أزمة لأن كليهما جيد، وفي الدفاع الرباعى حمادة طلبة وكوفي وعلى جبر وحازم إمام، وبعيدا عن جدل حفنى وحمودي، فإن كهربا سيكون موجودا، وباسم مرسى هو المهاجم الصريح.
(4): واقع الخيارات السابقة يشير إلى أن خطة اللعب لدى المدربين ستعتمد على طريقة 3-3-4، أى أن كليهما سيعتمد على 3 لاعبين في الوسط وأمامهما مثلث هجومي، وإن كانت هناك بعض التحولات التي قد تفرضها مجريات المباراة، ولاسيما بتقدم بعض أصحاب الهوايات الهجومية في وسط الفريقين، مثل عبد الله السعيد في الأهلي، وأحمد توفيق في الزمالك، وربما تظهر ثنائيات متعاونة ناحية الأطراف، كرمضان صبحى وحسين السيد في الأهلي، أو حازم إمام وأيمن حفنى – إذا شارك – في الزمالك.
عموما.. فإن مباراة نهائي الكأس الليلة تحيط بها كثير من التكهنات والحيرة الناتجة عن الظروف المحيطة بالفريقين وفقا للمعطيات النظرية، وبالتإلى لابد من التأكيد على أمر مهم، وهو أن فرص الفريقين تظل متساوية رغم كل شيءوفقا لقاعدة مباريات الكئوس، والأفضل وصاحب التركيز الأعلى هو من يستطيع حسم المباراة لمصلحته، ورفع الكأس، فقد علمتنا كرة القدم الحكمة، وأن المقدمات النظرية شيءوالواقع على أرض الملعب فوق المستطيل الاخضر قد يختلف تماما في كثير من الأحيان!.. ولهذا يبقى السؤال التقليدي: من يحمل الكأس؟!
قد يهمك:
عن الكاتب:
ابتسام من اسوان بدرس اداب لغة فرنسية، اتمني مقالاتي تنال اعجابكم وتكون مفيدة لحضراتكم.