تفاصيل انهيار الزمالك في 25 يوما بسبب تصريح غاضب لرئيس النادي

لا يمكن أن يتصور أي محلل رياضي أو حتى مجرد متابع، أن يتحول نادي من القمة إلى القاع في 25 يوما فقط كما هو حال نادي الزمالك، الذي بدأ رحلة الانهيار من أول يوم في العام الجديد 2023، وحتى كل الأحداث التي وقعت أمس أثناء وبعد مباراة الفريق مع نادي المحلة، حيث تلقى الهزيمة الثالثة له في الدوري خلال الـ 25 يوما، إضافة إلى تعادلين، أي أنه حقق نقطتين فقط من إجمالي 15 نقطة.

أنهى الزمالك عام 2022 وهو على قمة الدوري العام، بعد فوزه على الإسماعيلي وتقديم عرضا رائعا أشاد به كل المتابعين من كل الأطياف، خاصة وأنه استطاع أن يسترد القمة من النادي الأهلي الذي كان يسبقه بخمس نقاط، خسرها هو الآخر من خلال ثلاث تعادلات، وترك القمة الزمالك بفارق الأهداف، وكانت أول مباراة للزمالك في العام الجديد مع فريق أسوان لتبدأ معها المأساة.

رغم الاحتفالية الجماهيرية التي صاحبت مباراة أسوان، وقيام الإدارة بحجز قطار كامل لجماهير النادي يحملها إلى الجنوب لمؤازرة الفريق، إلا أن اليوم لم ينتهي النهاية السعيدة التي كانت تنتظرها جماهير النادي، سواء التي سافرت إلى أسوان أو التي كانت تتابع فريقها أمام الشاشات، حيث تلقى الفريق الهزيمة الأولى له في الدوري بصورة مفاجئة، فلم يكن الأداء مرضيا ولم يكن اليوم يومه مثلما يحدث في كرة القدم على مستوى العالم ولكل الفرق كبيرها وصغيرها.

فيريرا حقق البطولات عندما حققت له الإدارة الاستقرار والعكس صحيح

لكن لأنه الزمالك، ولأنه دائما ما يحدث فيه ما لا يحدث في مكان غيره، انفجر الغضب داخل عقل رئيس النادي، وكان له أول ضربة موجعة لمسيرة النادي، بل الضربة التي قصمت ظهره، عندما اتهم لاعبي الفريق أحمد فتوح عبد الله جمعة بتناول المنشطات، بل بتناول مواد مخدرة، وهو ما جعلهما خارج الخدمة حتى الآن، وخاصة أحمد فتوح أفضل باك شمال في مصر وأفريقيا، والزمالك في وجوده كان يبحث عن باك آخر ليعوض غياب فتوح، فإذا بنا نخسره بدون داع أو سبب منطقي.

بالطبع لم تقف الخسار عند خروج فتوح من القائمة وخسارة جبهة رائعة كان يعتمد عليها فيريرا في بناء الهجمات واضطر للاستعانة بالخلوق عبد الشافي الذي لم يلعب أي مباراة هذا الموسم، إضافة إلى حزمة من الخسائر الأخرى التي أطاحت بالفريق جراء تصريحات رئيس النادي، والحالة المعنوية السيئة التي صاحبته في المباريات التالية، ومع كل تعادل أو خسارة جديدة ننخدر أكثر وأكثر، وأصبح فيريرا العبقري الفيلسوف لا يفقه شيئا في كرة القدم، والنقد يوجه له ليل نهار على قناة النادي.

خروج أحمد فتوح من قائمة الزمالك أحد أهم أسباب التراجع

وكأن الزمالك لا يعني أحدا ممن يسكنون النادي ويستفيدون منه، وأن سقوطه وتراجعه هدف حقيقي خفي لهم يسعون إلى تحقيقه تحت شعارات واهية، لأن الطبيعي أن أي فريق في العالم عندما يتعرض لكبوة أو ظروف طارئة تتكاتف الإدارة مع كل العناصر الأخرى لدعم الفريق وإعادته سريعا إلى مساره الطبيعي، لا أن تجهز المذابح للاعبين والمدربين وتقف لهم بالكرباج على جوانب الملعب.

قرار المستشار مرتضى منصور بشأن فيريرا والجهاز عقب هزيمة الزمالك من غزل المحلة

تبدل الحال، وتحول الفريق الذي كان يتربع على القمة منذ 25 يوما فقط، إلى المركز الخامس في الدوري، مع تفكك تام في كل خطوطه، ثم التخلص من مدرب شهد له القاصي والداني بالخبرة والذكاء، كما تشهد له بطولاته بذلك، وتحول الفريق إلى أشباح غير قادرة على إحراز أي فوز منذ التصريح الغاضب لرئيس النادي، وأصبحت الجماهير تطالب بتسريح نصف الفريق في الوقت الذي يفترض أن يكون الفريق في حالة استعداد لدخول غمار البطولة الأفريقية في مرحلة المجموعات، لكن هذا هو الزمالك.

ما تحقق من بطولات في نادي الزمالك خلال العامين الماضيين، لم يكن بسبب وجود أفضل اللاعبين، ولا وجود أفضل المدربين، ولكن لقيام الإدارة بدورها في توفير عنصر الاستقرار والدعم، سواء الإدارة الحالية أو اللجنة التي كانت تدير النادي في الماضي قبل الماضي، لأن الاستقرار هو أساس أي عمل، وهو أيضا الوظيفة الأولى لأي إدارة، فإذا فشلت في توفيره فشلت في مهمتها كلها.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.