جاء فوز نادي الزمالك بالدوري المصري للعام الثاني على التوالي، كنتيجة مباشرة لما قدمه من مباريات رائعة على مدار العامين، في ظل مجموعة من الأزمات، تتكفل الواحدة منها فقط بهدم مسيرة أي فريق آخر، لكنه فاز بجهد وتعب كل عناصر اللعبة داخل النادي، ومن قبلهم توفيق ربنا الذي صاحب الفريق المجتهد، الذي استخدم كل ما يمتلكه من أسلحة، مهما كانت قليلة أو بسيطة إلا أنها اتفقت على تحقيق الإنجاز، وقد كان لها ما أرادت، خاصة وأن العناية الإلهية منحت النادي الداهية فيريرا في الوقت المناسب.
الحديث عن تراجع المنافسين في نتائجهم، وأنهم منحوا البطولة للزمالك بهذا التراجع، غير صحيح على الإطلاق، لأن كل الأندية التي تفوز بالبطولات على مستوى العالم، تستفيد من تعثر منافسيها، بل إنه لولا هذا التعثر لما فاز أي نادي بالبطولات، وهو جزء مهم جزء في مسيرة النادي الذي يبحث عن البطولات، أن يقوم بما عليه وينتظر سقوط المنافسين، وهو حال الأندية في مصر، وعندما كان الأهلي ينهي الدوري قبل موعده بأسابيع كثيرة كان بسبب تراجع المنافسين، وخاصة نادي الزمالك.
الأكيد أن دوري هذا العام كان الأصعب، لأن المنافس المباشر والرئيسي، لم يكن النادي الأهلي فقط، حيث ظل نادي بيراميدز في الصورة منافسا حتى بعد إلقاء الأهلي الراية البيضا، والا لتوج الزمالك من الأسبوع الماضي وربما قبل ذلك، كما أن بيراميدز وضع على نادي الزمالك حملا اكبر، وكانت مبارياته في أهمية مباريات الأهلي سواء المباشرة بين الفريقين، أو التي يلعبها بيراميدز بصفته منافسا على اللقب، وبالتالي فإن وجود ناديين متنافسين على البطولة يزيد من صعوبتها وهو لم يكن موجودا في الدوري المصري قبل ذلك.
وجود هذا الكم الكبير من اللاعبين المتميزين داخل النادي الأهلي ونادي بيراميدز، يثبت أيضا أن نادي الزمالك فاز ببطولة كبيرة جدا، وبمجهوده هو وليس بمساعدة الآخرين، لان المساعدة تأتي طواعية من الطرف الثاني، أما ما حدث مع الأهلي وبيراميدز أن كل منهما فقد نقاطا كثيرة بخسارته تعادله في أكثر من مباراة غضبا عنه وليس بإرادته، وبالنظر إلى عدد اللاعبين وكفاءتهم في الأهلي وبيراميدز، وبما يفوق ما في الزمالك من حيث العدد والقيمة نتأكد أن الزمالك فعل شيئا عظيما عندما فاز بالدوري بما لديه من لاعبين.
النتيجة الآن أن نادي الزمالك فاز بالدوري للعام الثاني على التوالي في ظل كل هذه الظروف، وبالطبع الأصدقاء الاهلوية كعادتهم يحترفون التعكير على فرحة الزمالك باللعب بلغة الأرقام، وفكرة المقارنات بين عدد بطولات الزمالك والأهلي، لكن بالطبع أتفهم حزنهم على ضياع البطولات منهم، خاصة العام الأخير الذي فقدوا فيه كل الألقاب التي لعبوا عليها، ولا يضير الزمالك أن الأهلي فاز بالبطولة الرابعة عشر في سبعينات القرن الماضي، فلم نسمع أن أوروجواي عايرت العالم كله بأنها أول من فاز بكأس العالم.
أوروجواي ليست أفضل من إسبانيا وفرنسا حديثي العهد بالفوز بكأس العالم، وعموما فإن لغة الأرقام مهمة جدا، والفوز بالبطولات على مدار التاريخ أيضا مهم، لكن بطل العالم أو بطل اليوم هو البطل الذي يستحق أن يفرح بإنجازاته، حتى لو كانت هي البطولة الوحيدة في دولابه، وهذا لا يمنع أيضا أن تفتخر أوروجواي بأنها كانت السباقة إلى الفوز، لكنها لا تحاول إفساد فرحة الآخرين بتاريخها، لذلك فإن فرحة الزمالك بالبطولة لعامين متتالين كبيرة جدا، وجماهير النادي سعيدة بذلك، بصرف النظر عما سيحدث العام القادم أو الأعوام القادمة.
فيريرا، مدرب كبير وداهية في مجاله، وله دور رئيسي في فوز نادي الزمالك بالدوري هذا العام، لكن كل هذا لا يمنع أن النادي بإدارته ولاعبيه وجماهيره كان لهم أيضا الدور الأكبر في الإنجاز، لكن يظل الرجل ركيزة أساسية في استغلال الظروف التي دفعته إلى الصدارة والتمسك بها وتحقيق البطولات، وهو ما يعني أن تتمسك الإدارة به وتوفر له كل المقومات التي تساعده خلال العام القادم لتحقيق البطولة مرة ثالثة، خاصة في ظل ظروف الأهلي الحالية، والمستمرة إلى الآن وربما امتدت إلى الموسم القادم، وهو ما يعني أن الفرصة سانحة لمزيد من البطولات للزمالك على حساب الأهلي.
أزمة الأهلي ليست في اللاعبين، فلديه جيش منهم واعتقد أنهم أفضل الخامات الموجودة في الدوري المصري حاليا، بعيدا عن الأجانب هنا وهناك، ولو جاء مدرب كبير لديه من الخبرة التي تؤهله للتعامل مع هؤلاء سوف يعيد الأهلي إلى سابق عهد خلال بضع مباريات، لكن المشكلة في منظومة الأهلي الإدارية، هي التي فشلت في التعامل مع ملف المدير الفني، وأضاعت فرصة الفريق في المنافسة من خلال قرارات واختيارات غير صائبة.
بالفيديو | مراسم تتويج نادي الزمالك بالدوري المصري للمرة 14 في تاريخه
اليوم أيضا ظهرت مشاكل جديدة من خلال إقالة أو قبول استقالة شركة الكرة بالأهلي، وهو خلاف واضح بين الخطيب وياسين منصور، وهو الخلاف الذي اعتقد أن آثاره سوف تستمر لفترة ربما امتد تأثيرها على الموسم القادم أيضا، وبالتالي حتى لو تعاقد الأهلي مع عشرات اللاعبين الجدد، سيظل الحال كما هو عليه، ما دامت القناعات مستمرة، وما دام الإصرار على أن الخطيب اللاعب الرائع الموهوب هو نفسه الإداري الرائع الموهوب.وأخيرا مبروك لنادي الزمالك وحظ أوفر للأهلي.