مؤخرًا نشرت جامعة كامبريدج دراسة من جمعية العلوم السياسية الأمريكية تحت عنوان تأثير محمد صلاح على السلوكيات والمواقف المعادية للإسلام (Islamophobic). لباحثين من جامعة ستانفورد، وييل، وكولورادوا بولدر.
وتضمنت الدراسة ثلاثة أشياء:
أولًا- تأثير محمد صلاح على جرائم الكراهية في مقاطعة ميرسيسايد.
ثانيًا- تأثير محمد صلاح على التغريدات المعادية للإسلام بين مشجعي ليفربول.
ثالثًا- واستطلاع على الفيس بوك عن تدين محمد صلاح.
عقب انضمام النجم المصري محمد صلاح لنادي ليفربول الإنجليزي في 2017 كان له أثر واضح على تقليل ظاهرة معاداة الإسلام (Islamophobic) وهي حالة الخوف المرضي من الإسلام، ومن ثم معاداة الإسلام والمسلمين في أوروبا، سواء المهاجرون المقيمون في هذه الدول، منذ عقود طويلة، الذين أصبحوا مواطنين فعلًا، أو في الوافدين الجدد إليها، سواء للعمل، أو الدراسة، أو في صورة لاجئين.
وقد تم استغلال تلك الظاهرة من قَبَّلَ أحزاب اليمين المتطرف (المتصاعد في أوروبا)، وتسوق تلك الأحزاب مجموعة من الأسباب فمنها من ترى أن الإسلام هو الخطر الأكبر على قيم النادي المسيحي، وعلى الهُوية الغربية، وذلك بالنظر إلى زيادة نسبة معدلات مواليد المسليمن المهاجرين، وزيادة نسب معتنقي الإسلام الأوروبيين.
ويستندون (الأحزاب المتطرفة) على الحوادث الإرهابية التي شهدتها المدن الأوروبية مثل حوادث: باريس، ونيس، وبروكسل، وميونخ، وملهى فلوريدا؛ لكن الإرهاب لا مكان له ولا دين، قد سبق أن عاشت أوروبا الإرهاب، حيث قتل ما يقرب من 5819 شخصًا في أوروبا الغربية بين عامي 1970و2000 نتيجة أعمال إرهابية لمجموعات قومية أو ثورية اجتماعية، مثل الجيش الإيرلندي المحظور، أو جماعة الجيش الأحمر الألمانية وغيرها.
واتخذت الدراسة حالة محمد صلاح كلاعب مسلم، وبيانات عن جرائم الكراهية، و15مليون تغريدة من مشجعي كرة القدم البريطانية.
ووجدت الدراسة أن بعد انضمام محمد صلاح إلى صفوف نادي ليفربول الإنجليزي، انخفضت جرائم الكراهية بنسبة 16% في مدينة ليفربول فقط ولم تنخفض في باقي أنحاء إنجلترا. كما قلَ معدل نشر التغريدات المعادية مقارنة بأندية الدرجة الأولى الأخرى.
وبعد فوز ليفربول في دوري أبطال أوروبا على بورتو البرتغالي بنتيجة 5 – صفر بقيادة محمد صلاح هتف المشجعون وقالوا: لو صلاح سجَّل عدد قليل آخر من الأهداف حينئذ سأكون مسلمًا، إذا كان محمد صلاح جيد بما يكفي بالنسبة له، سيكون جيد كذلك بالنسبة لي، الجلوس في المسجد هو المكان الذي أريد أن أكون فيه.
كما قال المشجعون أيضًا: محمد صلاح هدية من الله. أرجوك لا تأخذه بعيدًا.
وتشير الدراسة إلى بروز هُوية محمد صلاح الإسلامية؛ فهو يسجد عقب إحراز الأهداف، ويشير بسبابته إلى السماء، كما أن زوجته ترتدي الحجاب، واسم ابنته مكة على اسم المكان المقدس لدى المسلمون.
وبعد أن أثر محمد صلاح في خفض ظاهرة معاداة الإسلام في ليفربول. يصبح التساؤل هل يمكن أن يؤثر المشاهير في خفض العنصرية والكراهية بين كثير من الفئات المعرضة لذلك؟
لينك الدراسة