يثار حالياً جدل كبير حول علاقة النجم الفرنسي كيليان مبابي بناديه باريس سان جيرمان خلال الفترة المقبلة، بعدما قرر رئيس النادي ناصر الخليفي عرض اللاعب للبيع، وقد تم استبعاد مبابي من معسكر الفريق التحضيري للموسم الجديد الذي من المقرر أن يقام في اليابان.
وتفيد التقارير الصحافية بأن قرار عرض اللاعب للبيع جاء بسبب رغبة مبابي في الخروج من النادي دون أي تكلفة مالية، وهو الأمر الذي يرفضه بشدة الخليفي، ومع ذلك، من المتوقع أن تكون متطلبات النادي المادية للتخلي عن مبابي معقولة ومنطقية، حيث من المتوقع أن تتراوح قيمة الصفقة بين 150 و200 مليون يورو، وهذا المبلغ يعتبر أقل بكثير من قيمة العقد الذي وقعه مبابي خلال تجديد تعاقده مع النادي قبل عام واحد فقط.
عقد جنوني
ولقد كشفت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية عن تفاصيل العقد الخرافي الذي وقعه مبابي مع باريس سان جيرمان، حيث يُقدر راتبه السنوي بـ 72 مليون يورو، وحصل على مبلغ مكافأة توقيع بقيمة 180 مليون يورو، وفي إطار العقد، يتوجب على النادي دفع مبلغ وفاء بقيمة 240 مليون يورو تُدفع على ثلاث دفعات، تتضمن الدفعة الأولى 70 مليون يورو في صيف 2023، و80 مليون يورو في صيف 2024، وفي حال استمراره مع الفريق حتى الموسم الإضافي الذي ينص عليه العقد، سيحصل على 90 مليون يورو في صيف 2025، وهذا الأمر أثار بعض الاضطرابات داخل غرفة خلع الملابس، خاصة وأن مبابي بدأ يظهر سلوكًا يوحي بأنه اللاعب الأبرز داخل الفريق.
إشارة الكابتن
ارتدى النجم الفرنسي كيليان مبابي شارة قيادة فريق باريس سان جيرمان في مباراة بايس دي كاسل في دور الـ32 من كأس فرنسا في يناير الماضي، وذلك لأول مرة خلال مشواره مع الفريق الفرنسي، وقد أشارت تقارير صحافية إلى أن المدير الفني السابق للفريق، جالتييه، قرر أن يكون مبابي هو حامل شارة القيادة بعد غياب البرازيلي ماركينيوس الذي لم يشارك في تلك المباراة بسبب الإصابة.
وقبل أن يتم اختيار مبابي لحمل شارة القيادة، كان هناك اختيارات أخرى محتملة، مثل اللاعبين كيمبيبي وماركو فيراتي، وهذا الأمر أثار بعض الجدل رغم غياب كيمبيبي عن المباراة، حيث أعرب عن استغرابه قائلاً: “لم يتواصل جالتتيه معي بشأن هذا القرار، ولكنني سأحترم قرارات النادي”.
أزمة نيمار ومبابي
شهد فريق باريس سان جيرمان أزمة داخل صفوفه في أغسطس الماضي، خلال مباراة مع مونبيليه، حين حدثت مشادة بين مبابي ونيمار على تنفيذ ركلة جزاء، وكان الثنائي يتصارعان حول من سيقوم بتنفيذ الركلة، وتداولت وسائل الإعلام صورًا لهما وهما يتبادلان الآراء بشأن تنفيذها، مما أثار جدلاً حول السيطرة على غرفة خلع الملابس من قبل المدير الفني.
وأكد جالتييه المدير الفني السابق للفريق حينها كواليس الأمر، مشيرًا: “إذا كان هناك اختيار بين لاعبين لتنفيذ ركلة الجزاء، سيكون مبابي الأول، يليه نيمار، وكما رأينا في مباراة مونبيليه، فقد أهدر مبابي الركلة الأولى وقام نيمار بتسجيلها بنجاح”، وتواصلت أزمات مبابي داخل الفريق بعد تلك الحادثة.
مشادّات مع الخليفي
عاش اللاعب الفرنسي كيليان مبابي مناوشات مع رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، خلال فترة تجديد عقده في الصيف، حينها، طالبت الإدارة بتمديد عقد النجم الواعد لمنع رحيله مجانًا في صيف عام 2024، ولكن مبابي رفض تمديد عقده، وأعلن رغبته في الرحيل بنهاية الموسم المقبل، مما يُشكل خسارة كبيرة للفريق العاصمي.
أثار كيليان مبابي، النجم الفرنسي، الجدل بتصريحاته التي نُشِرَت في صحيفة “ليكيب” الفرنسية، حيث قال: “اللعب في باريس سان جيرمان لا يساعد كثيراً لأنه فريق منقسم، وناد منقسم، لكن أعرف ما علي فعله”، وقد أثارت هذه التصريحات استياء لاعبي الفريق، وأبدوا تذمرهم منها أمام الرئيس ناصر الخليفي، حسبما ذكرت الصحيفة، وعليه، تدخل الخليفي للرد على هذه التصريحات، حيث قال: “تصريحاته تظهر عدم احترام بالنسبة إلى النادي وجميع أفراده، ولماذا لا يغادر في أقرب وقت ممكن إذا كان النادي منقسماً؟”.
وفي محاولة لحسم الجدل وتجنب أي تأجيلات، منح الخليفي مهلة أخيرة لمبابي للرد على عرض تمديد عقده مع باريس سان جيرمان بعد تلك الأزمة، وانتظر لمدة أسبوعين من أجل الحصول على إجابة نهائية منه، ولكن مبابي لم يقدم ردٍ على هذا الطلب، مما دفع رئيس النادي إلى التأكيد أن رحيله مجاناً لن يحدث بأي حال من الأحوال، وانتقد أسلوب التعامل الذي اتبعه اللاعب مع النادي.
مبابي للبيع
وجاء رد فعل رئيس النادي بعد هذا الامتناع الصريح عن التوقيع على عقد تمديد، حيث أفاد الصحافي الموثوق فابريزيو رومانو أن كيليان مبابي أصبح مُعروضًا للبيع في الوقت الحالي، وبالفعل، أصبح رحيله عن باريس سان جيرمان أمرًا مؤكدًا بعد المناوشات الأخيرة التي حدثت بينه وبين رئيس النادي.
وفي تطور جديد، تم استبعاد مبابي من قائمة الفريق التي ستخوض معسكر الفريق التحضيري للموسم الجديد في اليابان، وهذا يؤكد موقف باريس سان جيرمان من اللاعب، حيث سيتم بيعه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية للاستفادة المادية منه، بدلاً من تركه ينتقل مجاناً في صيف 2024.
ريال مدريد يستعد لشراء مبابي
يستعد ريال مدريد الإسباني للدخول في مفاوضات جادة من أجل إنهاء صفقة النجم الفرنسي كيليان مبابي خلال الأيام المقبلة، بعدما ظل اسمه يرتبط بالانتقال إلى النادي الملكي خلال السنوات الأخيرة، ورغم أن تفاصيل عقد اللاعب مع باريس سان جيرمان كانت ضخمة، إلا أن مبلغ الصفقة المقدر لن يكون بهذه الضخامة، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن قيمتها ستتراوح ما بين 150 و200 مليون يورو.
وأفادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية أن ريال مدريد يستعد للحصول على قرض من بنك سانتاندير بهدف ضم مبابي. من المتوقع أن تصل الصفقة إلى حوالي 200 مليون يورو مع بعض الإضافات الأخرى. ومن المتوقع حسم الصفقة خلال فصل الصيف لتدعيم خط الهجوم للفريق في الموسم الجديد.
عرض خيالي من الدوري السعودي
وفي خطوة مفاجئة، ظهرت تقارير إعلامية تشير إلى وجود عرض من الدوري السعودي لضم كيليان مبابي، وذلك تعويضاً لصفقة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي خلال فترة الانتقالات الصيفية، ويبدو أن مسؤولي الرياضة السعودية يرون في مبابي البديل المثالي ويتطلعون لضمه بشدة.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، نقلاً عن “الصحافة الفرنسية”، أن باريس سان جيرمان تلقى عرضاً ضخماً من الدوري السعودي بقيمة تقترب من 300 مليون يورو من أجل ضم مبابي، هذا العرض سيتنافس مع رغبة ريال مدريد في ضم اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية بكل قوة.
وتبقى المفاوضات مستمرة، ومصير مبابي مازال غير محسوم، وسيكون على ريال مدريد السعي بقوة لإتمام الصفقة، في حين ستكون القوة الشرائية الضخمة للدوري السعودي عاملاً مؤثراً في تحديد مستقبل النجم الفرنسي الموهوب.