أخيرا، أعلن اتحاد الكرة المصري عن التعاقد مع مدير فني جديد للمنتخب الوطني، إنه المدرب البرتغالي روي فيتوريا، بعقد لمدة 4 سنوات قيمته الإجمالية 2 مليون و400 ألف دولار سنويا، أي أنه سوف يتقاضى 200 دولار شهريا، كما سيأتي معه بأربعة من المساعدين، إضافة إلى مدرب مصري، والأقرب إلى المنصب حتى الآن محمد شوقي، وما زال مصير الحضري مدربا لحراس المرمى مجهولا.
قاد حازم إمام المفاوضات مع فيتوريا خلال الأسابيع الماضية، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدها منصب المدير الفني للمنتخب، بداية من رحيل كارلوس كيروش، ثم التعاقد مع إيهاب جلال، ورحيله خلال أيام قليلة بصورة لم تكن حضارية أو مثالية، مما انعكس على سمعة الاتحاد وطريقة تعامله مع المدربين، والتي حاول كيروش أن يؤكد عليها مع عدد من المدربين.
ولأنه تصدر الملف من البداية، استطاع أن يغلقه عندما اقنع فيتوريا بالموافقة على تدريب المنتخب، وسافر له خصيصا لكي يحصل على توقيعه، ومن حقه أن يكون الوحيد الذي ظهر مع الرجل في الصورة، وأعلن نجاح المهمة، مع أنني كنت ضد ترك حازم إمام بمفرده للبحث عن مدرب، لأنه منتخب مصر ويستحق أن يشارك كل نجم وكل مسؤول ولو بنصيحة أو اتصال تليفوني أو توصيه لكي نحصل في النهاية على ما نستحق.
روي فيتوريا، صاحب الـ 52 عاما، سبق له تدريب عدة فرق داخل البرتغال وخارجها، ولم يسبق له تدريب منتخبات، ومن أبرز الأندية التي دربها: بنفيكا البرتغالي في الداخل، والنصر السعودي في المنطقة، واستطاع تحقيق 8 بطولات 6 داخل البرتغالي و2 خارجها، حيث توج فيتوريا جيماريش تحت قيادة روي فيتوريا بلقب كأس البرتغال موسم 2012-2013، كما فاز مع بنفيكا البرتغالي بـ 5 بطولات خلال 3 مواسم ونصف.
حيث توج بلقب الدوري البرتغالي مرتين، ولقب كأس البرتغال، وكأس الدوري البرتغالي، وكأس السوبر البرتغالي مرة واحدة، ومع النصر السعودي توج بلقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان 2018-2019، ولقب السوبر السعودي 2019، كما حصل فيتوريا على لقب مدرب العام في البرتغال موسم 2015-2016، أما تجربته الأخيرة مع نادي سبارتاك موسكو فقد انتهت بدون بطولات بل تم إنهاء العقد بالتراضي لسوء النتائج.
ربما تكون بطولات الرجل معقولة بالمقارنة بعمره التدريبي، وبالنسبة للأندية، لأن وجود 8 بطولات في جعبته، هي مسيرة نجاحه إذا تحدثنا عن خبرته في تدريب الأندية، إلا أنها غير كافية على الأقل بالنسبة لي، عندما نتحدث عن تولى فيتوريا تدريب المنتخب الوطني، لأنها التجربة الأولى له، ونحن جميعا نعلم أن هناك فارق واضح بين تدريب الأندية وتدريب المنتخبات.
مدرب الأندية، يأتي إلى فريق جاهز ممتلئ بالنجوم في كل المراكز حسب قدرات النادي المادية، لشراء اللاعبين من الداخل والخارج أيضا، يكون لديه فترة استعداد للموسم تمتد لأسابيع وربما شهور، يتعرف خلالها على أدواته، ويحفظ لاعبيه ومميزات وعيوب كل منهم، يستطيع أن يحفظهم خططه وأساليبه ويدربهم عليها، ثم يدخل بطولات طويلة جدا، تتيح أمامه أكثر من فرصة للإصلاح والتعويض.
مدرب المنتخبات، يفرض عليه قماشة معينة من اللاعبين أبناء البلد الأصليين، لا يستطيع تعويض أحدهم بالشراء من الخارج، ليس لديه رفاهية المعسكرات وفترات الإعداد الطويلة، نظرا لوجود كل اللاعبين مع أنديتهم في الداخل والخارج، وغير مسموح لهم بالانضمام للمنتخبات إلا في الفترات الدولية المحددة، وعادة ما تكون أيام قليلة جداً قبل البطولات مهما كانت أهميتها.
مدرب المنتخب يواجه منافسات قوية جدا، في بطولات كأس العالم، وكأس البطولات القارية، أو الإقليمية،، ويجد صعوبة في تجميع الفريق بمحترفيه لتنفيذ خططه، ويجد صعوبة أيضا في استبدال لاعب في حالة إصابته بآخر في نفس المستوى، مما يعني وجود تحديات كبيرة أمامه من أجل الفوز بها، أو احتلال مراكز متقدمة ترضي جماهير المنتخب، عكس الأندية التي تستطيع أن تلعب في أكثر من بطولة، فإذا خسرت إحداها، يمكنها التعويض في أخرى.
اتفاق نهائي رسمي مع البرتغالي روي فيتوريا مديراً فنياً لمنتخب مصر لمدة ٤ سنوات
فيتوريا، جاء إلى مصر في تجربته الأولى مع المنتخبات، ونظرا لما لديه من بطولات على مستوى الأندية نستطيع أن نقول ما يقولونه عن سواريز مدرب الأهلي الذي لا يملك شيئا على الإطلاق، أنه قبل التحدي ليضيف إلى سجله المزيد من البطولات لكن على مستوى الأندية، لكن في النهاية روي فيتوريا مدرب عالمي، مشهود له بالكفاءة والصعود على منصات التتويج.
عقد المدرب يمتد إلى أربع سنوات كاملة، بصرف النظر عن الإخفاقات أو النجاحات التي سوف يحققها، أتمنى أن يتركوه ينجح، في أي من الأعوام الأربعة، ويبني فريقا لمصر يفوز بالبطولات المتوقعة منه، ويصعد كأس العالم القادمة، وإن لا قدر الله، لم يفعل أي من ذلك، على الأقل يستطيع أن يمتع الجمهور المصري بلعب كرة قدم جميلة كما عهدها من قبل، وانتهت برحيل المعلم حسن شحاته.