يشترك اللاعب البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، مع المنتخب الإنجليزي لكرة القدم في الكثير من الأشياء التي تؤدي بالطرفين إلى المصير الواحد أو المتشابه، وقبل التوضيح لابد من التذكير بأن المشاريع الكبيرة، والشخصيات الضخمة بصرف النظر عن تخصصها ومجال شهرتها، تحتاج إلى إدارة واعية منتبهة بقوة تركيز تتناسب مع أهمية المشروع أو الشخصية، لأن الهفوات الصغيرة ربما تؤدي إلى كوارث كبيرة إذا حدث شيء من الإهمال أو الغرور أو عدم التركيز، أو الاعتماد على التاريخ وحده.
رونالدو.. ترك ريال مدريد، بصورة مفاجئة للجميع، بل إن موافقة ريال مدريد على ترك رونالدو كانت هي المفاجأة الحقيقية، وفيما بعد تأكد صحة قرار ريال مدريد الذي لم يتأثر برحيل رونالدو، وحقق إنجازات كبيرة على المستوى المحلي والأوروبي كعادته، أما رونالدو فقد رحل بدون دراسة فعلية منطقية لما هو قادم في آخر سنوات العطاء، والتي كان يجب أن يقضيها داخل النادي الذي حقق معه الكثير من البطولات التي لن ينساها جمهوره، وبالتالي سوف يتحمل منه وله الكثير، للمحافظة على قيمته الأدبية والمعنوية فيما تبقى له من سنوات.
رونالدو.. في آخر صورة له على دكة الاحتياطي أثناء مباريات فريق البرتغال في كأس العالم، لم تسر أحد من جماهير رونالدو، حتى لو كان هو يقبلها على نفسه، وتطرح سؤالا ملحا، لماذا يصر رونالدو على التواجد داخل الملاعب؟ خاصة بعد أن أصبح معظم وقته على الدكة وليس في الملعب، سواء كان في النادي أو المنتخب، ولا اعتقد أنه يفعل ذلك لأنه يحتاج إلى أموال أو شهرة، فهل لديه سبب يبرر سوء الخاتمة لحياة رياضية حافلة؟ ولن أقبل تبرير أنه يصر على اللعب حتى آخر دقيقة يستطيع فيها العطاء، أو أي حجة من هذا القبيل.
أعتقد أن تاريخه يحتم عليه أن يختار النهاية المناسبة لمسيرة ضخمة وضعته في خانة الأفضل في العالم ليس اليوم فقط، ولكن على مدار التاريخ، في منافسة مع بيليه ومارادونا وميسي، حتى لو جاء في المركز الرابع، فإنه يعد أحد الأربعة العظام في تاريخ اللعبة، وكان يفترض أن تكون نهاية المسيرة بصورة أفضل من ذلك بكثير، وعليه أن يبادر في اتخاذ قرار الاعتزال والمحافظة على الصورة الجميلة له في غيون جماهيره، فيما تبقى له من عمر كلاعب عظيم سابق.
صحف عالمية: رونالدو أخبر زملائه بعد الخسارة من المغرب اعتزال كرة القدم
منتخب إنجلترا، هو الآخر كان ولا زال في مناسبات كثيرة مرشحا لحصد بطولات دولية كثيرة وأهمها كأس العالم، إلا أنه طوال 60 عاما لم ينل هذا الشرف، وكانت خسائره دائما مخيبة لآمال جماهيره في الداخل والخارج، وهو ما حدث في مونديال قطر، لأن الإنجليز يحتفلون بما يكفي قبل بداية البطولة، فتكون النهاية كالعادة صادمة، هم أيضا يحتاجون إلى الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، كي يستفيدوا من الفرص التي تتاح مثل ضربة الجزاء التي أضاعها هاري كين، وكيف يتم اختيار المدير الفني وبالتالي اللاعبين في دولة بها أقوى دوري في العالم.
البطولات لها مواصفات ومتطلبات كثيرة، وربما يحول بينها عدم التوفيق، لكنه لا يستمر عشرات السنين إلا إذا كان الذين يسعون إليها يرتكبون من الأخطاء وسوء الإدارة ما يبعده سنوات وسنوات، وإذا كان رونالدو أمامه فرصة لحماية تاريخه بقرار سريع، ربما يكون توصل إليه بالفعل، كما تتحدث الأخبار الواردة من الدوحة، أنه صرح لزملائه في الفريق أنه ينوي الاعتزال، فإنه على المنتخب الإنجليزي أن يفعل الكثير كي يعود مرة أخرى إلى منصات التتويج، بداية من المزيد من الانضباط إداريا وسلوكيا.