جهاد جريشة لـ ” نجوم مصرية “: هدفي تشريف مصر في المونديال..لم أدعم مرتضى في الإنتخابات البرلمانية.. الإعلام هو من ضخم خطأ مباراة المقاصة.. لن أعتذر عن أي خطأ مستقبلا ورسالتي للجماهير ” أتقوا الله “

في قرية صغيرة تقع ما بين مدينة ميت غمر ومدينة الزقازيق تواجد مراسل ” نجوم مصرية ” في زيارة خاصة للحكم الدولي المتميز جهاد جريشة، سفير مصر في كأس العالم بروسيا 2018، حيث يقيم جريشة في قرية ” دنديط ” التابعة لمركز ميت غمر، وهي أحد القري التي مجدها التاريخ لما قامت به من أدوار بطولية في مقاومة الإستعمار عام 1798، وتصديها ببسالة لهجومه الوحشي عليها بسبب إستباحها لجنوده.

فقد قدم مراسل ” نجوم مصرية” التهنئة لجريشة على اختياره ضمن حكام بطولة كأس العالم القادمة بروسيا 2018، وأجرى معه حوار خاص جدا، فتح له قلبه من خلاله، مجيبا على كل التساؤلات المطروحة في الشارع الرياضي المصري، حول خطأ مباراة المقاصة،   وأسباب عدم الإعتذار عنه للزمالك مثل أعتذاره سابقا للأهلي.. وعن ودعمه لمرتضي منصور في الإنتخابات البرلمانية.. وأسباب إلغائه لهدف أجاي في مرمي الأسيوطي، وبعض الأمور الأخرى، وكان حوارنا معه كالتالي:

في البداية عرفنا عن بطاقتك الشخصية بعيدا عن التحكيم؟

جهاد زغلول إبراهيم جريشة، لاعب سابق بناشئي غزل المحلة ومقاولون طنطا، حاصل على ليسانس أداب قسم إعلام عام 1998، متزوج ولدي 3 أبناء ” ريناد 14 عام، إياد 11 عام، نردين 8 سنوات”، أعمل في شركة الغازات الطبيعية ” جاسكو ”  بمدينة المنصورة.

ما هو سر تمسك بالإقامة في بلدتك إلى الآن وعدم نقلها إلى القاهرة؟

لقد حاولت سابقا أن أقم بذلك الأمر، ولكني فشلت في الإبتعاد عن قريتي وأهلي وناسي الذي أشعر بالراحة والسعادة بينهم، فمنذ بدايتي مع التحكيم وإلى الآن وأنا  أتدرب في مركز شباب القرية ولم أفكر يوما في تغيره.

لماذا أختار جهاد جريشة العمل في مجال التحكيم؟

لقد أحببت التحكيم منذ كنت لاعبا ناشئا وكبر حبي وعشفي له يوما بعد يوم، وقد قدمت تضحيات كثيرة من أجله، حتى أن وصلت إلى هذه المكانة التي أشكر لله عز وجل عليها.

ما هو تاريخ إنضمامك لأسرة التحكيم المصري، وهل تتذكر أولي مبارياتك؟

تاريخ إنضمامي للتحكيم المصري في عام 1997، وكانت أولي مباراة تحكيمية لي في محافظة الغربية بقطاع الناشئين، ولكني لا أتذكر طرفيها.

ما هي أصعب مباراة قمت بتحكيمها خلال مسيراتك التحكيمية؟

هناك الكثير من المباريات الصعبة ولكن أصبعهم بالنسبة لي، هي مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا 2015 بالجزائر، والتي جمعت بين فريقي اتحاد العاصمة الجزائري ومازيمبي الكونغولي، حيث وضعني الفريق الضيف قبل المباراة تحت ضغط كبير، بعد اعتراضه على  إسنادها لحكم عربي، وقد أنتهت المباراة بفوز الفريق الكونغولي بهدفين مقابل هدف أحرزهما من ضربتي جزاء، وسط رضا تام من الجانبين بالتحكيم، وخاصة الفريق الكونغولي الذي أشاد بي عبر وسائل الإعلام مؤكدا أنني حكم محترف.

لقد صنفتك جماهير الأهلي بالحكم الزملكاوي، بعد ظهورك برفقة مرتضى منصور أثناء دعمك له في الإنتخابات البرلمانية، ثم تبدل الحال وصنفتك جماهير الزمالك بالحكم الأهلاوي بعد خطأ مباراة المقاصة، فما هو تعليقك على ذلك الأمر؟

في البداية أنا لم أدعم مرتضى منصور كما يزعم البعض وتواجدي بأحد مؤتمراته الإنتخابية كان عن طريق الصدفة، حيث أنني كنت متواجد في سرادق إنتخابي أخر تلبية لدعوة أحد أصدقائي المنافسين له في ذلك الوقت، وأثناء مروري على سرادق مرتضى رفعت له يدي بالتحية، وبقوة الدفع وجدت نفسي فوق المنصة، مؤكدا لو كان رئيس الأهلي في ذلك الموقف لصفحته أيضاً وقدمت له التحية لأنه في بلدي، ولكن بكل صراحة لم أقرر ذلك الأمر مجددا لأن الأمور هنا في مصر تبدو صعبة جدا.

وواصل جريشة، أنني أعي جيدا أن ادارتي الأهلي والزمالك لاترغب في قيادتي التحكيمية لمباريتهم، لعلمهم التام بأنني لا أنظر إلى لون التيشرت أثناء التحكيم ولا أتاثر بجماهيريتهم العريضة وإعلامهم، وإنما اعاملهم مثل أي فريق، أما الجماهير المصرية فيكون تصنيفها للحكام من خلال نتائج المباريات الذي قام بتحكيمها لفريقهم، فأن حسنت نتائجهم معه أصبح منهم، وأن ساءت النتائج أصبح عليهم، وأود أن أقول لهؤلاء ” أتقوا الله”، فالحكم المصري شريف ويسعي جاهدا للنجاح والحفاظ على اسمه ومكانته فقط.

هل خطأ مباراة الزمالك المقاصة هو الخطأ الأكبر في مسيرة جهاد جريشة التحكيمية؟

لا أعترف بخطأ صغير وخطأ كبير، فهو بالنسبة لي مجرد خطأ، والإعلام هو من ضخم الأمور.

وكيف تعاملت مع هذه الحملة الإعلامية الشرسة ضدك؟

لقد اعتادت بغلق صفحة أي مباراة مع إطلاق صافرتي بنهايتها، وقد عزلت نفسي تماما عن هذه الأجواء مواصلا تركيزي الشديد، وقد أسند الاتحاد الأفريقي بعدها بأسبوع أحدي المباريات الأفريقية في نيجيريا، ونجحت في تحكيمها بشكل متميز، ثم شاركت في كأس العالم للشباب وقدمت بطولة جيدة جدا.

ولماذا لم تعتذر عن خطأ مباراة المقاصة كما أعتذرت سابقا للأهلي بعد أحتساب ضربة جزاء غير صحيحة عليه لصالح الرجاء عام 2015؟

اعتذاري في عام 2015 بعد مباراة الأهلي والرجاء، جاء اقتداءا بصديفي الحكم الإسباني “إنطونيو لهوز”، الذي سبقني بالإعتذار عن خطأ تحكيمي له في مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، ولكني تعهدت بعدم الإعتذار عن أي خطأ مجددا من ذلك الوقت، بعد الهجوم الذي تعرضت له.

لماذا الغيت هدف أجاي مهاجم الأهلي في مرمي الأسيوطي، ولم تعطيه إتاحة الفرصة؟

لأن مدافع الأسيوطي كان يمسك بمهاجم الأهلي بالقرب من خط منطقة الجزاء، وخشيت أن يحدث خلاف على سقوط اللاعب داخل أو خارج منطقة الجزاء، فأطلقت صافرتي من البداية باحتساب ضربة حرة مباشرة للأهلي، ولم أكن أتخيل أن أجاي سيتمكن من المرور بالكرة.

ما هي أهداف وإحلام جريشة في روسيا 2018؟

أهدافي أن أقدم مستوي يشرف التحكيم المصري وأن أكون أحد حكام الأدوار النهائية للبطولة.

من هو الحكم المساعد المصري الذي كنت تتمني مرافقته لك في روسيا 2018؟

في الحقيقة هناك 3 حكام مساعدين هم أقرب الناس لي وكنت أتمني أن يرافقني أحدهم في كأس العالم وهما “ضياء السكران، تحسين أبو السادات، محمود أبو الرجال “.

إنسان أثر في حياة جهاد جريشة إيجابيا وساعده على النجاح؟

هم كثيرون وليس شخص واحد ولعل أبرزهم، الكابتن جمال الغندور الذي قدمني للدوري الممتاز في 2005 وضمني للقائمة الدولية عام 2008، وكلا من الكابتن عصام عبد الفتاح رئيس اللجنة، والمهندس هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، والذين قدموا لي كامل الدعم حتى أصل إلى ماوصلت إليه الآن، ولا أنسي أبدا دور اللواء عصام صيام رئيس لجنة الحكام السابق الذي أعادني إلى التحكيم مجددا بعدما روادني كثيرا قرار الإعتزال، بسبب إضطهادي وتجميدي من رئيس اللجنة الذي سبقه رحمه الله عليه، ووالدي رحمه الله عليه الذي كان دعما ومحفزا لي طوال حياتي.

مثل جهاد جريشة الأعلى تحكيميا محليا وعالميا؟

محليا تعلمت من جميع الحكام الدوليين السابقين، اما عالميا فهو الحكم الإيطالي السابق ” بييرلويجي كولينا “.

وأخيراً لمن تتوجه بالشكر من خلال نجوم مصرية؟

أتوجه بالشكر لأهالي قريتي الذين حرصوا على احضار تورتة تحمل صورتي والأحتفال بي بعد إعلان اسمي ضمن حكام كأس العالم.