تضارب المصالح في الرياضة يفسدها.. شوبير ودياب وسيف نموذجا

رغم أن المفهوم الأولى لمعنى الرياضة هو تعلم الروح الرياضية والتسامح وتقبل الآخر، في كل النتائج التي يمكن أن يمر بها الرياضي خاصة في حالتي الفوز والهزيمة، وصنع بيئة مناسبة لتربية الشباب على القيم والمثل الأخلاقية الجميلة، خاصة في مجال ممارسة الرياضات البدنية والهوايات التي لا يجب أن تكون محل صراعات وانقسامات وتضارب مصالح.

ولكي نصنع هذا المناخ الصحي لا بد أن تتضح الأدوار، وتتحدد المسؤوليات لكل طرف وعنصر من عناصر الصناعة بداية من اللاعبين ومرورا بإدارات الأندية ونهاية بالمؤسسات والهيئات التي تشرف وتنظم عمل الجميع، وهذا يستوجب اختيار الأفضل والأحق بكل منصب أو مسؤولية كي يقوم بدوره على الوجه الأمثل دون وجود تضارب مصالح بين ما يقوم به للصالح العام، وما لديه من مصالح خاصة.

وإذا كان تضارب المصالح عموما يفسد أي مجال أو قطاع، حتى وإن كان المسؤول صالحا وملتزما بالقانون والإجراءات المنظمة للعمل، إلا أن احتمالية الاستفادة من منصبه تجعل الآخرين  يشككون في إخلاصه أو على الأقل في استغلال منصبه لتحقيق مصالح شخصية، ودائما ما توجه له الانتقادات حول كيفية الجمع بين عملين متضاربين، حتى وإن كان حريصا على ذلك.

احتلال النجوم مقاعد الإعلام وإدارة الأندية يضر بالمنظومة

لدينا الكثير من هذه الصور التي تثير التساؤلات على الأقل لدى البعض ممن يتصيدون مثل هذه الإشكاليات، أولها وأهمها، احتلال نجوم الكرة مقاعد الإعلاميين والمحللين، سواء كمذيعين أو محللين رياضيين أو محللين للتحكيم، والحديث هنا ليس عن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية الخاصة بالأندية ،ولكن عن القنوات والوسائل العامة التي يجب أن تكون محايدة وتقدم صورة واقعية لما يحدث على أرض الواقع دون النظر إلى الألوان والانتماءات.

سيف زاهر: إيهاب جلال هو مدرب منتخب مصر الجديد حتى هذه اللحظة

الإعلامي والمسؤول الرياضي أحمد شوبير أحد أهم الإعلاميين الذين يقدمون التوك شو الرياضي، وهو نجم النادي الأهلي وينتمي إليه شكلا وموضوعا، وليس عيبا في ذلك بصفة شخصية، وهو أيضا نائب رئيس نادي فيوتشر الصاعد لدوري الأضواء حديثا لكنه ولد كبيرا، إذن هو الإعلامي والمسؤول الرياضي الكبير لنادي وينتمي إلى نادي يلعب له ابنه مصطفى، في مصلحة مركبه مع ناديه الأصلي.

تفرغ المسؤولون عن إدارة كرة القدم ضرورة لنجاحها

عندما يتحدث أمام الشاشة أو الميكروفون، هل يستطيع الرجل تحييد مشاعره وانتماءاته ومصالحه الشخصية ومصالح أسرته، ويقدم وجبة إعلامية محايدة لا لبس فيها ولا انحياز؟ وهل المسؤولون في الأندية المنافسة وخاصة الزمالك، سيتقبلون ما يقدمه شوبير من رسائل إعلامية وآراء، في مسائل تتعلق بالعلاقات بين الثلاث أندية، أم سيتهمونه بأداء رسالة مضمونها تضارب المصالح؟

الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة لرئيس رابطة الأندية أحمد ديان، وهو أيضا رئيس نادي فيوتشر، وهو أحد الأندية التي تقع تحت إدارة الرابطة منافسا لباقي الأندية التي تديرها الرابطة، ومهما كان عادلا أو محايدا، سيجد الآخرين بابا للتشكيك في القرارات الصادرة من الرابطة، واتهام الرجل بعدم الحياد وتضارب المصالح.

هل يثير أحمد شوبير الفتنة بين الأهلي والزمالك

وكذلك سيف زاهر الإعلامي الكبير والمسؤول الكبير أيضا في ناد زد والمنتمي إلى النادي الأهلي، ينطبق عليه ما قيل عن شوبير وأحمد دياب، وهناك الكثيرون ممن يعملون في أكثر من مكان، ويستطيعون الاستفادة من هذا الوضع أو إفادة أنديتهم من وجودهم في مراكز إدراية أو إعلامية أخرى، وأستطيع استعارة جملة الفنان هاني رمزي الشهيرة، “لا يمكن أن يختلط الزيت بالماء” وعلى كل من يحرص على منظومة الرياضة في مصر أن يعيد الصورة إلى طبيعتها وتجريدها من كل أشكال تضارب المصالح من أجل الصالح العام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.