نتيجة سلبية جديدة أضافها النادي الأهلي لسجله في الدوري المصري، بعد أن تعادل بصعوبة بالغة وفي اللحظات الأخيرة من المباراة التي جمعته مع فريق سيراميكا كليوا باترا علي ملعب المقاولون العرب.
وبهذه النتيجة يكون النادي الأهلي قد فشل في تحقيق الفوز في ثلاث مباريات متتالية، بعد أن خسر من المصري البورسعيدي، ثم تعادل بدون أهداف مع فريق طلائع الجيش، وأخيرا أفلت من هزيمة أمام سيراميكا كليوا باترا بتعادل مخيب لآمال جماهير المارد الأحمر.
أسباب تعادل الأهلي مع سيراميكا كليوا باترا
بالتأكيد هناك أسباب لهذا التعادل، لكنها ليست متعلقة بمباراة الأهلي وسيراميكا علي وجه التحديد، وإنما هي مجموعة أخطاء يقع فيها الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني المدير الفني للقلعة الحمراء ويكررها دائما.
ولعل أبرز أخطاء بيتسو موسيماني، هي البداية الخاطئة دائما، اختيار التشكيل المناسب لكل مباراة هو أمر لايحقق فيه موسيماني النجاح إلا نادرا.
الأمر الثاني هو عدم قدرته علي تغيير وجهة المباراة لصالح الأهلي عن طريق توجيهات معينة للاعبين، هو فقط يقف يشاهد المباراة في صمت وكأنه يشاهد فيلما.
ويترتب علي ذلك تأخير في التغييرات واضمحلال في وجود أفكار تحسن من أداء لاعبي الأهلي داخل ملعب المباراة، ومن ثم يمر الوقت فيكتسب الفريق المنافس ثقة كبيرة ويصبح ندا قويا ويطمح في تحقيق الفوز.
بيتسو موسيماني والرهان الخاطيء
أعرف السؤال الذي يدور في الأذهان في هذه اللحظة بالذات، سأذكره: كيف تنتقد مديرا فنيا حقق كل هذه البطولات المتنوعة مع الأهلي؟.
عندما تفهم مغزي الرهان الخاطيء الذي جعل بيتسو موسيماني يضل طريق الانتصارات في الدوري المصري؛ سوف تصبح متأكدا من كل الأخطاء التي ذكرتها بل وستضيف عليها.
عندما جاء موسيماني لتولي تدريب النادي الأهلي، كان مجلس الإدارة والجمهور وكل من ينتمي للمارد الأحمر، الجميع يبحثون عن بطولة دوري أبطال إفريقيا ولا شئ آخر.
وبعد حصول الأهلي علي البطولة بتغلبه علي منافسه التقليدي ناد الزمالك بهدف “أفشة” الشهير ب “القاضية ممكن”؛ أيقن موسيماني أن البطولات فقط هي من ستجعله يقود الأهلي سنوات طوال.
ومنذ تلك اللحظة نحي كل الأمور جانبا، وراهن الرهان الخاطيء الذي تحدثنا عنه، وهو كيف يكسب المباريات ويحقق البطولات فقط دون الاهتمام بأي شئ آخر.
لماذا لم ينجح موسيماني في رهانه؟
رهان موسيماني علي ضرورة كسب المباريات دون التفكير في ظهور النادي الأهلي ولاعبوه بصورة جيدة أمام جماهيرهم وأمام المنافسين، ربما أكسبه مجموعة من البطولات، لكن في الوقت نفسه خسر شخصية الفريق.
معظم البطولات التي حققها الأهلي مع موسيماني، لم يكن فيها الفريق الأقوي، ونجا بشق الأنفس من هزائم، ذلك لأنه كان يبحث فقط عن رهانه، وهو كسب المباريات دون تقديم كرة قدم حقيقية.
ونتيجة لذلك فقد الأهلي أهم مميزاته وهي الروح العالية والاصرار علي الفوز، باتت مباريات الفريق الأحمر مملة للمشاهدين ولا يوجد بها أفكار ولا جمل تكتيكية يتم تنفيذها علي أرضية الملعب.
غاب الترابط بين اللاعبين وأمسى الإرهاق محتلا لوجوه الجميع، سواء اللذين يشاركون باستمرار أو حتى الذين يحصلون علي راحة كافية، وهذا جزء ضئيل من الأسباب التي أدت لتراجع نتائج النادي الأهلي في الدوري المصري.
والسؤال الذي يفرض نفسه الأن: هل يفكر بيتسو موسيماني في رهان جديد؛ أم يسير في نفس طريق الرهان الخاطيء؟.