في شهر رمضان المبارك وفي هذه الأيام العظيمة، يستجيب الله دعاء عباده المؤمنين، ويقبل أعمالهم، وقد وردت الكثير من الأدعية والوصايا التي أمرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأوصى بها أصحابه وأمته، ومن ذلك 4 كلمات أوصى بها صلى الله عليه وسلم في العديد من أحاديثه، وقال إنها أحب الكلام إلى الله، وذكر في أحاديث أخرى أنها تنفض الذنوب كما تنفض الشجرة ورقها، وقال إنها تحط الخطايا من صحيفتك، وأن ما على الأرض رجلا يقولها، إلا كفرت عنه ذنوبه، وغير ذلك من الفضائل العظيمة لتلك الكلمات الأربع، ومن أهم تلك الفضائل:
أنها أحب الكلام إلى الله بعد القرآن الكريم
فعن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ -رضي الله عنه- أن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: «أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ» رواه مسلم.
وروى أبو سعيد وأبو هريرة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: «إِنَّ اللَّهَ -تعالى- اصْطَفَى مِنْ الْكَلامِ أَرْبَعًا؛ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ؛ كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً وَحُطَّتْ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ؛ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ؛ كُتِبَتْ لَهُ ثَلاثُونَ حَسَنَةً وحُطَّتْ عَنْهُ بِهَا ثَلاثُونَ سَيِّئَةً» رواه النسائي.
أنها تحط جميع الذنوب والخطايا
فقد روى أَنَسٌ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أَخَذَ غُصْنًا فَنَفَضَهُ فَلَمْ يَنْتَفِضْ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَلَمْ يَنْتَفِضْ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَانْتَفَضَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، تَنْفُضُ الْخَطَايَا كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» رواه الترمذي.
وروى عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: «ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر» رواه أحمد وصححه أحمد شاكر
أنها تثقّل ميزان حسناتك
فعن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: «بخٍ بخٍ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتسبه» رواه أحمد.
هي الوسيلة التي يمكن بها الإكثار من غرس شجرة في الجنة
فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا؛ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ» رواه الترمذي.
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟ قُلْتُ: غِرَاسًا لِي، قَالَ: أَلا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ» رواه ابن ماجه.
فضل قولها حين نأوي إلى فراشنا
ولهذه الفضائل رغبنا النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- على قولها حين نأوي إلى فراشنا لتغفر ذنوبنا، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَوْ خَطَايَاهُ، شَكَّ مِسْعَرٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» رواه ابن حبان، ومِسْعَرٌ أحد رواة الحديث.