ما هو وقت صلاة التهجد وعدد ركعاتها؟

بعد أن فرض الله عز وجل على المسلمين خمس صلوات يتم تأديتها في اليوم والليلة، جعلهم مُخيرين لأداء ما يشاؤون من السُنن والنوافل التي يتقربون فيها إلى الله سبحانه وتعالى، فإن كافة أوقات المسلم تكون طاعة وعبادة إلى الله عز وجل، وها نحن بشهر الخيرات.. شهر البركات والنفحات.. شهر المغفرة رمضان، وسوف نُوضح لكم عبر “نجوم مصرية” وقت صلاة التهجد وعدد ركعاتها.

معنى التهجد

التهجد لغة هو من الأفعال الخماسية للمصدر “هَجَدَ” حيث يُقال أن الشخص قد “تهجَّدَ تهجُّداً”، واسم الفاعل من كلمة التهجد “مُتهجِّد” وهو هُنا يأتي بمعنى “السهر” حيث يُقال مثلاً “هَجَدَ السَّاِهُر” وهُنا المعنى يُشير إلى أنه “سهر ليلاً”، أما عن معنى كلمة التهجد من الناحية الاصطلاحية فهو يُشير إلى الاستيقاظ ليلاً لأداء الصلاة، وذلك حيث قال الله تعالى ” وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ…”، وبذلك فإن صلاة التهجد هي صلاة النوافل أو صلاة التطوع.

متى صلاة التهجد وحكمها؟

من أهم المسائل ذات صِلة بصلاة التهجد هو وقت وحكم أدائها، فإن وقت صلاة التهجد يكون بمُجرد الانتهاء من أداء صلاة فرض العشاء إلى آخر الليل، وبذلك وجب الإشارة إلى أن الليل كاملاً من بعد صلاة العشاء إلى الليل يكون “وقت التهجد”، ولكن من أفضل الأوقات التي يُصلى بها المسلم صلاة التهجد هي الوقت المتأخر من الليل أو قُرب الفجر وهو الثلث الأخير من “الليل”، وذلك استناداً إلى ما وُرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ”.

هذا الحديث يُشير إلى أنه يجوز التهجد في الأوقات الأولى من الليل بعد صلاة العشاء ولكن الأفضل أن يتم أدائها في آخر الليل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً ” ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ؟”.

طريقة صلاة التهجد

صلاة القيام هي نفسها صلاة التهجد، ويجدر الذكر إلى أن صلاة التهجد لها حالات وطُرق عديدة لصلاتها، ومن تِلك الحالات أن ينام المسلم الذي أراد أن يُصلي التهجد حتى ولو وقت “يسير” ومن ثَم يستيقظ جوف الليل فيقوم بصلاة ركعتين يسيرتين، وبعد ذلك يقوم بصلاة ما يشاء من عدد من ركعات، ويجب أن تكون الصلاة “مثنى مثنى” أي ركعتين ركعتين ويقوم بالتسليم بعد كل ركعتين، وعائشة رضي الله عنها قد أوضحت لنا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي القيام، حيث ورد عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان:

” كان يصلِّي من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً؛ يوتِرُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ إلَّا في آخرِهنَّ، وكحديثِ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ، فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ يسلِّمُ تسليماً يسمِعُناهُ، ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ، أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى، وفي لفظٍ عنها: فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ، ولم يُسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ، وفي لفظٍ: صلَّى سبعَ ركعاتٍ، لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ”

عدد ركعات صلاة التهجد

الفقهاء قد أجمعوا أن العدد الأقل لأداء صلاة التهجد هو “ركعتين”، وذلك لما تم ثبوته عن أبير هريرة – عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال:

” إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ”

وأيضاً تعددت آراء الفقهاء في هذا الأمر، وذلك حيث قال:

• الحنفية: أكثرها ثماني ركعات.
• الحنابلة والشافعية: لا حد لأكثرها.
• المالكية: عشر ركعات أو اثنتي عشر ركعة.

وفي الأخير ورد عن عائشة رضي الله عنها:

” ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً”