نعم، من المؤسف أنه من الممكن أن يصلي الرجل من عمره 60 عامًا ولا تقبل له صلاة واحدة، وفي اعتقاده أنه يقوم بما فرضه الله عليه على أكمل وجه.
وذلك استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنَّ الرجلَ ليُصلِّي ستِّينَ سنةً وما تُقبَلُ له صلاةٌ، لعله يتمُّ الركوعَ، ولا يتمُّ السُّجودَ، ويتمُّ السجودَ ولا يتمُّ الركوعَ
رواه: أبو هريرة، المصدر: صحيح الترغيب، المحدث: الألباني.
وذلك لأن عدم إتمام الركوع أو السجود، إنما يأتي من الانشغال بالأمور الدنيوية وافتقار الخشوع في الصلاة، وهو ركن أساسي من أركانها، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شبه بمن يقوم بالاستعجال في الركوع أو السجود بالغراب الذي ينقر الدم.
فقد روى كل من خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص:
صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأصحابِه، ثم جلَس في طائفَةٍ منهم، فدخَل رجُلٌ فقام يُصَلِّي، فجعَل لا يَركَعُ ويَنقُرُ في سُجودِه، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنظُرُ إليه، فقال: ترَونَ هذا لو مات على هذا مات على غيرِ مِلَّةِ محمدٍ، نقَر صلاتَه كما يَنقُرُ الغُرابُ الدَّمَ، إنَّما مَثَلُ الذي يُصَلِّي ولا يَركَعُ ويَنقُرُ سُجودَه كالجائِعِ لا يأكُلُ إلَّا تمرَةً أو تمرتَينِ، فماذا تُغنِيانِ عنه؟ فأسبِغوا الوُضوءَ، ويلٌ للأعقابِ منَ النارِ، وأتِمُّوا الرُّكوعَ والسُّجود
المحدث: الذهبي، المصدر: المهذب في اختصار السنن.
لذا حري بالمسلم أن يستشعر الطمأنينة والخشوع في صلاته، يقف بين يدي الله عز وجل، تاركًا الدنيا خلفه، فهو في حضرة الرحمن، يتم الركوع، وكذلك السجود يعتدل إن كان قائمًا أو جالسًا بين السجدتين، يطمئن، يخشع لبارئه ولا يعجل في صلاته، لا يعبث سواء في ثيابه أو لحيته والمرأة كذلك، عسى الله عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال.
احسنت النشر وجزاك الله خيرا
وإياكم