تعتبر العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من الأيام التي عظمها الله سبحانه وتعالى وفضلها جل وعلا عن باقي الأيام، ويكثر في هذه الأيام الفصل والخير، وصوم تلك الأيام يعد من أفضل الأعمال التي نتقرب بها الى الله تعالى، لذلك نهتم كثيرا بالإجابة على السؤال المطروح وهو حكم صيام العشر من ذي الحجة كاملة.
ليس شرطا أن يصوم المسلم العشر الأوائل من ذي الحجة كاملة، وذلك لأن صيام تلك الأيام المباركة يعد سنة مستحبّة، وبذلك إذا صام المسلم كل الايام ينال أجر من الله جلا وعلا، وإذا قام بصيام بعضها وترك البعض فلا ذنب عليه، وله أجر الأيام التي صامها، والله جل وعلا لا يضيع أجر المحسنين.
روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».
صيام العشر الأوائل من ذي الحجة كاملة
من المستحب أن يصوم المسلم العشر الأوائل من ذي الحجة كاملة، وذلك لكي ينال أجرها العظيم، وفي حالة ترك المسلم صوم تلك الأيام المباركة فلا ذنب ولا حرج عليه في ذلك من صيامه فتلك الأيام المباركة سنة ولا تعد واجبا على المسلم. كما أن المسلم لا يحاسب على قيامه بترك السنة، ولكن يؤجر على فعلها، لذلك حري بنا اتباع سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه لننال الأجر.
صيام تلك الأيام المباركة له فضل كبير عند الله ومن هذه الفضائل:
• أقسم الله بهذه الايام المباركة في القران الكريم، والله جل وعلا لا يقسم بشيء الا وكان عظيما وفضله كبيرا، قال تعالى ( والفجر وليال عشر ) والمقصود بالليال العشر هي العشر الأوائل من ذي الحجه.
• حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام تلك الأيام بالتقرب إلى الله، فقال صلى الله عليه وسلم «ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ».
• أن صيام تلك الأيام لله عز وجل فالصيام كله لله سواء كان فرضا أو نفلا والله يجزي به كما جاء في الحديث الشريف، من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
• أن الله أعد للصائمين بابا في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمين كما ثبت عن رسول الله، من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
• للصائم فرحتان يفرحهما عند صيامه، الأولى عند فطاره والثانية عند لقاء ربه، من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
قد يهمك: متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجه.