دعاء رفع البلاء هو من الأدعية التي تجسد قوة الإيمان والثقة في الله، وهو وسيلة للمسلم للتوجه بدعائه إلى الله تعالى في الأوقات الصعبة، إنها لحظات التجديد والتفاؤل، حينما يرفع المؤمن يديه نحو السماء، يستنجد بالله، ويسأله أن يخفف عنه البلاء والمحن، وفي هذه اللحظات، يظهر الإنسان في أقصى حالات ضعفه وهشاشته، حيث يجد في الدعاء لله وحده الأمل والقوة.
هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن ندعو بها لرفع البلاء، والتي كان يدعو بها الأنبياء والصالحين:
- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.”
- دعاء سيدنا يونس عليه السلام: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.”
- دعاء كميل بن زياد: “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، الهم رحمة من عندك تغنينا عن رحمة من سواك.”
- دعاء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:”اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.”
آداب الدعاء
آداب الدعاء في الإسلام تمثل جانبًا هامًا من العبادة والاتصال الروحي بين المسلم وربه، ويعتبر الدعاء وسيلة لتعبير المؤمن عن احتياجاته وأمانيه واستسقاء رحمة الله. ومن أهم آداب الدعاء في الإسلام:
- التوجه إلى الله تعالى بخشوع وتضرع: فالدعاء عبادة، ويجب أن نتوجه إلى الله تعالى بكل خشوع وتضرع، مؤمنين بأنه القادر على الإجابة.
- البدء بالحمد والثناء على الله تعالى: فالحمد والثناء على الله تعالى من أعظم أسباب استجابة الدعاء.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب استجابة الدعاء.
- الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا: الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا من أعظم أسباب استجابة الدعاء.
- الدعاء بقلب صادق موقن بالإجابة: فالدعاء بقلب صادق موقن بالإجابة من أعظم أسباب استجابة الدعاء.
- الدعاء بما يوافق الشريعة الإسلامية: فالدعاء بما يوافق الشريعة الإسلامية من أعظم أسباب استجابة الدعاء.
- عدم الاستعجال في الإجابة: فإن الله تعالى قد يجيب الدعاء في الدنيا، وقد يؤخره إلى الآخرة، وقد يبدله بخير منه.
كيف يرفع الله البلاء سريعا؟
الله تعالى هو العلي القدير، وهو الذي يخلق ويرزق ويقدر، وهو الذي ينزل البلاء ويرفعه، ويعلم ما في القلوب، ويعلم ما يصلح العباد، وسبحانه بيده رفع البلاء سريعًا، وقد يؤخره إلى أجل مسمى، وقد يبدله بخير منه، وهناك بعض الأمور التي قد تؤدي إلى رفع الله تعالى البلاء سريعًا، ومنها:
- التوبة إلى الله تعالى: فالتوبة من الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب رفع البلاء.
- الاستغفار: فالاستغفار من أسباب جلب الرحمة والمغفرة، وبالتالي رفع البلاء.
- الصدقة: الصدقة تطفئ غضب الله تعالى، وبالتالي ترفع البلاء.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب حصول الخيرات، وبالتالي رفع البلاء.
- الصبر والرضا: الصبر والرضا من أسباب رفع البلاء.
- الدعاء: دعاء رفع البلاء من أسباب استجابة الله تعالى، وقد يستجيب الله تعالى الدعاء بسرعة.
والله تعالى أعلم بمصالح عباده، وهو الذي يقدر ما فيه خيرهم.
ما هي السورة التي تدفع البلاء؟
هناك العديد من الآيات والأحاديث التي تشير إلى أن بعض السور القرآنية لها أثر في دفع البلاء فضلًا عن الاستعانة بالأذكار وأيضًا دعاء رفع البلاء:
- سورة الفاتحة: وهي السورة التي تبدأ بها قراءة القرآن الكريم، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ بفاتحة الكتاب كتب له بكل حرف عشر حسنات.”
- سورة البقرة: وهي أطول سورة في القرآن الكريم، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.”
- سورة يس: وهي سورة عظيمة الشأن، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ سورة يس في ليلة أضاء الله له في قبره نوراً إلى يوم القيامة.”
- سورة الملك: وهي سورة قصيرة تقرأ في ركعتي الوتر، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن سورة الملك تنجي من عذاب القبر.”
- سورة الإخلاص: وهي سورة عظيمة الشأن، وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.”
ويمكن مع قراءة هذه السور أو بعضها الدعاء إلى الله بتكرار دعاء رفع البلاء بعد إتمام الصلاة.
ما الدعاء الذي يقال لمن اصابه مرض؟
هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن نطلب الله بها أن يشفي مرضنا فضلًا عن دعاء رفع البلاء حيث يأتي الدعاء كتعبير عن توجيه الحاجة والاعتماد على الله الشافي ليزيل المرض ويذهب بالأسقام، ومن بينها:
- “اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم ارفع عنهم البلاء، اللهم اجعله شفاءً لا يغادر سقماً.”
- “اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، أن تشفي مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم ارفع عنهم البلاء، اللهم اجعله شفاءً لا يغادر سقماً.”
- “اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تشفي مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم ارفع عنهم البلاء، اللهم اجعله شفاءً لا يغادر سقماً.”
- “اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.”
ولأن المرض من الابتلاءات يكون دعاء رفع البلاء أيضًا من الأدعية التي يطلب بها من الله الشفاء ودوام العافية.
دعاء لمن اشتد عليه البلاء
من اشتد عليه البلاء، فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، وأن يكثر من الاستغفار، وأن يصبر على البلاء، وأن يرضى بقضاء الله وقدره، دعاء رفع البلاء الذي يمكن أن يدعو به من من ابتلية بشدة هو: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.”
الدعاء لرفع البلاء والمرض هو عمل عبادي مهم في الإسلام، حيث يتوجه المسلمون إلى الله تعالى بإخلاص وتضرع ليزيل البلاء والمحن ويمنح الشفاء والصحة، وهنا بعض الأدعية المأثورة من السنة النبوية التي يمكن استخدامها في هذا السياق:
- دعاء الشفاء
“اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا.”
- دعاء عائشة (رضي الله عنها) لرفع البلاء
- “اللهم، أذهب البأس، رب الناس، اشفِ، أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا.”
- دعاء الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) لشفاء المرضى:
- “أذهب البأس، رب الناس، اشفِ، أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.”
- دعاء زيارة المريض
- “لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.”
هذه الأدعية والأقوال النبوية تعبر عن التوجيه لله بالدعاء لرفع البلاء والمرض، وتظهر الثقة في الله كشافي ومعافي.
رفع البلاء بالاستغفار
الاستغفار من أسباب رفع البلاء، وقد ورد ذلك في العديد من الآيات والأحاديث النبوية ، منها:
- قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].
- وقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12].
- وقوله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب” [رواه أبو داود].
والاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى، وهو من أعظم العبادات، وهو سبب لتكفير الذنوب، ونيل رضا الله تعالى، ورفع البلاء.
دعاء لدفع المشاكل
الدعاء هو وسيلة مهمة في الإسلام لدفع المشاكل والصعوبات، والمسلم يستخدم الدعاء للتوجه باحتياجاته إلى الله تعالى، وهو مؤمن بقوة الدعاء في حل المشكلات والتغلب على الصعوبات.
ومن أشهر هذه الأدعية: “اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.”
هذه الأدعية وأيضًا دعاء رفع البلاء تأتي كتعبير عن توجه المسلم لله بطلب دفع المشاكل والصعوبات، وهي تعبر عن الاعتماد على الله واستناده إليه في جميع الأوقات.
دعاء رفع البلاء يعكس رغبة الإنسان في التخلص من المشاكل والتحديات والعثرات في الحياة، وهو تعبير عن الثقة بأن الله هو القادر على رفع البلاء ومنح الصحة والخير.