إن فاطمةُ الزهراءُ هي بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أول زوجاته خديجة بنت خويلد، وهي أم السبطين الحسن والحسين كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “حسين مني، وأنا من حسين أحب الله من أحب حسين، حسين سبط من الأسباط”.
ولقد ولدت السيدة فاطمة في يوم الجمعة 20 جماد الآخر في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد الإسراء والمعراج بثلاث سنوات بحسب ما ورد في الروايات الشيعية، وفي السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة، وكان النبي عنده 35 عاماً بحسب ما ورد في روايات أهل السنة والجماعة.
والسيدة فاطمة الزهراء من النساء العربيات اللاتي اشتهرن بالبلاغة والفصاحة كما ورد في كتاب ابن طيفور المتوفى سنة 280 هجريا “بلاغات النساء”.
نسبها
هي من العرب، من قريش، من ولد إسماعيل ابن النبي إبراهيم -عليه السلام- ووالِدُها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووالدتها السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، وأشقائها القاسم، عبد الله، إبراهيم، هند بنت أبي هالة، وشقيقاتها زينب بنت محمد، رقية بنت محمد، أم كلثوم بنت محمد، هند بنت عتيق، وهي أختها لأمها.
وزوجها الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-، وأبنائها الحسن، الحسين، المحسن، وبناتها زينب، وأم كلثوم.
سبب تكنيت الزهراء بأم أبيها
ولقد ذُكر في هذا الصدد أكثر من سبب وراء التكنية بهذه الكنية، وهذه الكنية تحمل في طياتها دلالات كثيرة لأنه ورد في الآيات الأولى من سورة النجم “وما ينطق عن الهوى.. إن هو إلا وحي يوحى” فعندما يكني النبي بنته بأم أبيها فإن ذلك يشير إلى نقاط هامة وإلى أسباب وهي كالآتي:-
رعايتها لأبيها
إن السيدة فاطمة الزهراء منذ طفولتها وهي ترعى أباها رعاية متميزة كرعاية الأم لوالدها، وكانت تضمد جراح أبيها بعد الغزوات، وكانت له بمثابه الأم الرحيمة والعطوفة، ومحبتها كانت لأبيها أكثر حنانا وشفقة من الأم.
إظهار النبي محبته لها
ولقد نقل عن التبريزي الأنصاري “إن النكتة في هذه التكنية إنما هي محض إظهار المحبة، فإن الإنسان إذا أحب ولده أو غيره وأراد أن يظهر في حقه غاية المحبة فإنه يقول يا أماه في خطاب المؤنث ويا أباه في خطاب المذكر تنزيلا لها بمنزلة الأم والأب في المحبة والحرمة على ما هو معروف في العرف والعادة.
الأحاديث والروايات الواردة عن السيدة فاطمة رضي اللّه عنها
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران”.
ولقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني: «وكانت أول هاشمية تزوجها هاشمي، وهي أم سائر ولد أبي طالب، وأم الحسين بن علي بن أبي طالب: فاطمة بنت رسول الله، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وكانت خديجة تكنى أم هند، وكانت فاطمة تكنى “أم أبيها”
في “المعجم الكبير” (ج 22 ص 397 ط مطبعة الأمة- بغداد) قال: حدثنا الحسين بن فهم، ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: كنية فاطمة أم أبيها، وكذلك حدثنا محمد بن علي المدينين فستقة قال: وكانت فاطمة بنت رسول الله ﷺ تكنى أم أبيها.