أولي العزم من الرسل، والأنبياء بصفة عامة، هم الرسل المختارين من الله إلينا حتى يبلغوا رسالاته، ولكل نبي أمة مسؤول عنها، وعن الرسالة المبعوث بها إليها، إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث للناس أجمعين، والرسل هم حجة التبليغ يوم القيامة في حال كذّب أحد الكفار وصول البلاغ من الله إليه، لذا سوف نعرض لكم في مقالنا هذا نبذة عن أولي العزم من الرسل وأسمائهم.
معنى أولي العزم:
قد خصص الله عز وجل لكل نبي معجزة، حتى يصدّق الناس أنه مرسل من الله، وفي مقابل هذا، ينقسم الناس إلى فريقين، فريق صدق وآمن واتبع السبيل، وفريق كذب وكفر وآذى وضلّ وأضلّ، لم تكن فكرة الهداية سهلة، ولم يكن الطريق ممهدا، بل لاقى الأنبياء جميعهم الكثير من الصعاب، ذاقوا ألوانا من العذاب، والكثير من الصدّ والأذى، وعلى قدر الأذى وعِظمه، على قدر الأجر من الله، ومن هنا جاءت تسمية أولو العزم من الرسل، أي أنهم أكثر الرسل إيذاء ومثابرة ومشقة في توصيل دعوتهم.
أجمع العلماء على أن أولي العزم من الرسل هم خمسة فقط، وهم:
- سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم- المبعوث رحمةً للعالمين.
- الخليل إبراهيم -عليه السّلام.
- كليمُ الله موسى -عليه السَّلام-.
- سيّدنا عيسى-عليه السلام-.
- سيدنا نوح -عليه السلام-.
سيدنا محمد خاتم النبيين والرسل:
محمد النبي الأميّ، الصادق الأمين، الرحمة المُهداة من الله، وهو حبيب الله، وخير خلق الله، والمُصطفى من الله، هو الذي عاش يتميا، وكان خلقه القرآن، فّضله الله على الخلق أجمعين، وحتى على سائر الأنبياء، حتى أن الله حينما ينادي نبيا من أنبيائه، يناديه باسمه المجرد فقط، كقوله سبحانه وتعالى: “ياموسى إنه أنا الله العزيز الحكيم“، “ياعيسى إني متوفيك ورافعك إليّ” وهذا في النداء إلى سيدنا موسى وعيسى، أما في حال النداء على نبينا محمد، جاء كقول الله تعالى: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومُبشّرًا ونذيرًا” فقد نودي بصفته وليس باسمه المجرد، وهذا مقام تفضيل ومحبة من الله لنبيه.
محمد صلى الله عليه وسلم الذي ابتلي أثناء دعوته، ولاقى ما لاقى ألوانا من العذاب من الكفار، حيث تعرض للآتي:
- أخرجوه -صلى الله عليه وسلّم- من أحبّ بلاد الله إليه، وهي مكّة.
- زجروه وضربوه في الطائف حتى سال الدم من قدمه الشريفة.
وغيرها الكثير والكثير، لكنه صبر وثابر حتى لاقى الله مؤديا رسالته الشريفة.
سيدنا إبراهيم عليه السلام:
إبراهيم عليه السلام، هو أبو الأنبياء، هو خليل الله، بعث إلى قومه الذين كانوا يعكفون ليل نهار على عبادة الأصنام التي لا تنفع شيئاً، لكنهم قابلوه بالصد والعقاب، وأقاموا له النيران، لكن الله نجاه منها، فكانت بردا وسلاما عليه.
سيدنا موسى عليه السلام:
سيدنا موسى، كليم الله، الذي نجاه الله من فرعون مرتين، مرة حينما كان رضيعاً، وكان فرعون يبقر بطون جميع النساء الحوامل حتى يقتل كل الأطفال الذكور، فأوحى الله إلى أمه أن تلقي به في اليم ولا تخاف ولا تحزن، ووعدها الله أنه سيرده إليها وسيجعله من المرسلين، وهو ما حدث حقا، والمرة الثانية، حينما كان شاباً، وأراد فرعون وجنوده قتله هو ومن آمن معه، وحاصره من خلفه والبحر من أمامه، فأوحى الله إلى موسى أن يشقّ البحر بعصاه، فانقسم البحر نصفين وعبر موسى ومن آمن به سالمين، وحينما أراد فرعون العبور وراءه أطبق البحر عليه ثانية، وهلك.
سيدنا عيسى عليه السلام:
عيسى عليه السلام، الذي ولدته أمه مريم بمعجزة دون أب، وحينما خشيت من قومها، تحدث ابنها في المهد وقال أنه نبي الله، كبر بعدها عيسى وبرع في الكثير من المجالات، داعياً إلى عبادة الله عز وجل، ومنحه الله الكثير من المعجزات كإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله، وغيرها من المعجزات، إلى أن صلب عيسى ورفعه الله إليه، وخُيل لهم بأنهم قد صلبوه وقتلوه، لكنه رفع عند الله.
سيدنا نوح عليه السلام:
نوح عليه السلام، الذي امتهن مهنة التجارة، وحينما صد قومه دعوته، أمره الله بصنع سفينة كبيرة، وحالما انتهى منها جمع فيها من كل زوجين اثنين، وكل من آمن معه، وأحدث الله الطوفان عقابا لقومه، ونجا نوح ومن معه، بفضل الله.
مره حلوه التعليق