الله سبحانه وتعالي له تقديرات في الكون، فلا يقدر شيءالا بحكمه وإن كان الناس يجهلها، فالصدفة ليس واردة، إنما هو ترتيب الهي وتدبير لما يقع من احداث تقتضي المنفعة كما في دخول كلب اصحاب الكهف معهم في القصة التاريخية حيث كانوا قد فروا من بطش ملك يقال له دقيوس هربا من القتل والاسر لايمانهم ورفضهم عبادة الاصنام وبيئة الشرك السائدة في زمن الامبراطور (دقيوس) ويقال دقيانوس الذي كان في حينها من الوثنيين.
داخل الكهف نام الفتية والراعي وكلبه معهم، خلق الكلب بمادة تفرز في الهواء تمنع تقيح جلد الجسم اثناء النوم، فكان الكلب نائم بوضعية القعود، لاستمرار فرز المادة بما لها من الفائدة من خلال انتشارها في المكان لئلا يتقرح الجلد.”وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد” فهذه هي العلة والحكمة من نوم الكلب مع الفتية يقول الله تعالى ” فضربنا على آذانهم في الكهف ” يعني بالنوم، ضربنا على آذانهم كناية لطيفة الى تفعيل “التنويم” فيكون في حالة صم وكأنما يوضع “ستار” على أذن الشخص بحيث لا يسمع اي شي في حالة النوم هذه.
ما هو اسم كلب اصحاب الكهف
وكان الفتية وهم المعروفون باصحاب الكهف وجدوا ايماناً حقيقا متمثلاً في عبادة الله فنبذوا تعظيم الاصنام حيث كانوا مستشارين للملك. واستطاعاوا الخروج من المدينة وقد آواهم راعي في طريقهم حتى انطلقوا ليلاً الى الكهف الذي لبثوا فيه سنين عددا وذكر عن ابن عباس انه اسماءهم: مكسلمينا ويمليخا ومرطولس وثبيونس ودر دونس وكفاشيطيطوس ومنطنواسيس وهو الراعي والكلب اسمه قطير. وقد اعادهم الله للحياة في بعد دهر طويل في فترة كانت حقيقة البعث وكيفيته غير واضحة، بالرعم من وجود بيئة موحدة مسيحية، فكانوا اصحاب الكهف بمثابة الرسالة التي توقظهم من شكهم وتبيان حقيقة عودة الروح، في حادثة جلية، ثم اماتهم مرة اخرى.
