تعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وآداؤها فرض لا جدال فيه على الأمة الإسلامية، لكن إذا تم فتح الباب لمؤدي الزكاة أن يختار بنفسه من سيدفع له الزكاة لوقع الظلم، لذا وضع الله بعض القيود في آداء الزكاة.
وفي هذا السياق، بيَّن الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، فضل آداء الزكاة، موضحا مدى حث الصحابة على إخراجها ومدى معاقبتهم الكبيرة لتاركها.
وأعرب “جاد الرب” في مقطع فيديو له نشره عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن أكثر ما يثير غضبه هو الأسئلة التي ترد إليه عن أكل أموال الزكاة كالسؤال عن إعطاء الزكاة للأم أو للأب أو الابن وغيره، موضحًا أن هناك 6 أصناف من الناس لا تجوز الزكاة لهم أبدا دون جدال وهم:
الصنف الأول: الأصول وإن علوا، أي الأب والجد وأبو الجد وجد الجد وأبو جد الجد وهكذا مهما علوا، كذلك الأم والجدة وأم الجدة مهما علوا، وذلك لأن هؤلاء ذكورا أو إناثا تلزم نفقتهم على مؤدي الزكاة شاء أم أبى.
الصنف الثاني: الفروع وإن نزلوا، أي الابن وابن الابن وابن البنت وهكذا مهما نزلوا، لأن النفقة أيضا واجبة لهم.
الصنف الثالث: الزوجة، فلا يجوز للزوج أن يعطي الزكاة لزوجته أبدا، ولكن يجوز العكس وهو أن تعطي الزوجة زوجها من زكاة مالها إذا كان فقيرا أو من أهل الزكاة.
الصنف الرابع: ذو المِّرة، وهو كل إنسان قادر على العمل والكسب.
الصنف الخامس: غير المسلم، فعلى عكس الصدقة والهدية والبر، فالزكاة لا تجوز لغير المسلم.
الصنف السادس: آل البيت، وهم مَن لهم نسب متصل بالرسول حتى إذا كانوا معدمين وفقراء.
حيث يقول صلى الله عليه وسلم في هذا “إن الصدقة لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس”، وقيل سميت أوساخًا لأنها تطهرة لأموال الناس ونفوسهم، قال تعالى “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا” [التوبة: من الآية103]
ونبه “جاد الرب” إلى أنه لا يجوز إخراج الزكاة بأي حال من الأحوال إلى هذه الأصناف الستة على أي مذهب من المذاهب الاربعة.
وأشار إلى أن آداء الزكاة لأي صنف من هؤلاء لا تُجزئ ويلزم الإعادة، مؤكدا أن الزكاة فرض من فروض الإسلام التي لا نقاش فيها، وأن الزكاة التي لا تُؤَدَّى في الدنيا تؤدى يوم القيامة لكن شتان بين إخراجها في الدنيا وإخراجها في جهنم.
واختتم حديثه محذرا الناس بقول الله تعالى”يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ”[ التوبة: 35]