انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشعوب المسلمة، آفة الذهاب للسحرة والمشعوذين، فأصبح أمر اعتيادي لدى الجميع، لهذا فإن حكم الذهاب للسحرة والمشعوذين، يعد من الأحكام الشرعية التي يجب التأكيد عليها وتوضيحها بشكل أكبر، بجانب توضيح السبل التي يمكن للمسلم حماية نفسه من خلالها من السحر، والسحر هو ما خفي ولطف سببه، ويطلق على آخر الليل لفظ السحر، بسبب خفاء الأفعال التي تحدث في هذا الوقت، ويطلب على كل ما هو خفي اسم السحر، وفي الشرع، يقصد بالسحر، التخييل والمخادعة وعقد يؤثر في القلوب والأبدان، وقال تعالى “وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ”.
أوضح علماء الدين، أن حكم الذهاب للمشعوذين والسحرة، يختلف باختلاف الأسباب التي دفعت المرء للذهاب إليهم، فعلى سبيل المثال:
- عندما يذهب المسلم للساحر، لطلب المساعدة، ولكن لا يصدقه، فإن حكمه هنا “التحريم”، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً”،فلا تقبل الصلاة لمن فعل هذا الفعل مدة أربعين يوم.
- بينما عندما يذهب المسلم إلى الساحر، بغرض طلب المساعدة، ويصدقه فيما يقول ويفعل، فإن حكمه في تلك الحالة “الكفر”، ويقول الله تعالى: من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
- عندما يذهب المسلم إلى الساحر لاختبار كذب أو صدق ما يقول، فإن الحكم في تلك الحالة هو الإباحة، وقد حدث أن سأل النبي-عليه السلام- ابن الصياد عن الذي خبأه، فلم يعلم ابن الصياد ماذا خبأ النبي، فأظهر كذبه وخداعه.
- أما في حالة الذهاب لفضح أمر المشعوذين والسحرة، فهو واجب أو مستحب، فوجوبه عندما لا يوجد من ينوب وقد بدأ الناس في تصديق ما يقولون.
شرح المولى عز وجل عدد من الطرق ليتمكن العبد من حماية نفسه من الكهنة والسحر، وهذه الطرق هي:
- التوكل على المولى عز وجل، والابتعاد عن الأوهام والهواجس.
- قضاء صلاة الفجر جماعة فمن يقضي صلاة الفجر في جماعة فهو في ذمة الله مع الحفاظ على الفرائض والنوافل.
- الاستعانة بالله والتعوذ به من الشيطان.
- المداومة على قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين.
- المداومة على قراءة آية الكرسي.