توجد في المدينة المنورة الكثير من الأماكن التاريخية الشاهدة على سير أحداث السيرة النبوية الشريفة، والتي هي في مقدمة الأماكن التي يقصدها الحجاج والمعتمرين ليقفوا فيها على ذكريات الهجرة النبوية الشريفة، ولعل من هذه المواقع وأهمها هو مسجد الجمعة، والذي يكتسب مكانة كبيرة وخاصة في التراث الإسلامي، حيث ارتبط بناؤه بالهجرة النبوية.
سبب التسمية بهذا الاسم
يطلق على مسجد الجمعة أيضا اسم “عاتكة”، لكن الاسم الأشهر هو مسجد الجمعة ومسجد الوادي، وسبب التسمية هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أقام في قباء أربعة أيام، ثم خرج منها وقت الضحى من يوم الجمعة الموافق 16 من ربيع الأول، وعلى مقربة من محل إقامته بقباء أدركته صلاة الجمعة، فصلاها صلى الله عليه وسلم في بطن الوادي ويدعى “وادي الرانوناء”، وقد تم تحديد المكان الذي صلى فيه النبي الجمعة فيما بعد (أي بعد مدة من الزمن)، ومنذ ذلك أطلق على المكان “مسجد الجمعة”.
ومر المسجد عبر التاريخ بعدة مراحل، ولعل من أبرزها في عام 1409 هجرية، عندما أمر الملك فهد بن عبد العزيز بهدم المسجد القديم وإعادة بنائه وتوسعته، وفي عام 1412 تم افتتاحه، وأصبح يستوعب 650 مصليا، وذلك بعد أن كانت مساحته لا تستوعب أكثر من 70 مصليا.
ومن أسماء مسجد الجمعة: (مسجد الوادي، القبيب، عاتكة).