تعتبر ليلة القدر من الليالي المميزة، التي خصها الله تعالى بالكثير من المميزات والبركات والنفحات في شهر رمضان من العام الهجري، وهي غير محددة بليلة معينة، فهي تأتي في الليالي الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان، وينتظرها المسلمون في كل عام لينالوا شرفها وحظها.
علاماتها
ليلة القدر هي ليلة عظيمة ومميزة في الإسلام، وهناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجودها وتشمل التالي:
- الأجواء الروحانية والهدوء في الجو والسماء تكون صافية في ليلتها.
- تشرق شمس اليوم التالي ساطعة بدون شعاع حتى ترتفع لما ورد في الحديث الشريف: (وأية ذلك أن تطلع الشمس في صبيحتها مثل الطست لا شعاع لها حتى ترتفع).
- ليلتها تكون صافية وهادئة ليس فيها حر ولا برد لقول رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أمارةَ لَيلةِ القَدْرِ أنَّها صافيةٌ بَلْجةٌ، كأنَّ فيها قَمرًا ساطعًا، ساكنةٌ ساجيةٌ لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يَحِلُّ لكَوكبٍ أنْ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإنَّ أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صَبيحتَها تَخرُجُ مُستَويةً ليس لها شُعاعٌ، مِثلَ القَمرِ لَيلةَ البَدرِ، لا يَحِلُّ للشَّيطانِ أنْ يَخرُجَ معها يومئذ.
- تكثر فيها الرؤى الصالحة والأحلام الطيبة.
- يتساقط الندى فيها بغزارة ويلامس الأرض.
- يشعر الإنسان فيها بالراحة النفسية والانسجام مع الطبيعة والسكينة والطمأنينة.
- تزيد الحركة والنشاط في المساجد والمصليات، وتتنزل الملائكة فيها أفواجا.
- ومع ذلك لا يمكن التأكد من وجود ليلة القدر بالضبط، إلا بالاجتهاد والتفاني في العبادة، والتمسك بالعمل الصالح طوال الشهر الكريم بل طوال العام.
سميت بليلة القدر لعدة أمور منها ما يلي:
- تم تسميتها بليلة القدر: لأنها تقدر فيها أمور الخلائق إلى السنة القادمة، وفيها يفرق كل أمر حكيم، كما قال تعالى:(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ).
- سميت بليلة القدر لأنها ليلة ذات قدر نزل فيها كتاب ذو قدر، وهو القرآن الكريم بواسطة ملك ذي قدر، وهو جبريل عليه السلام على نبي صاحب قدر، وهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في أمة هي من خير الأمم لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
- سميت بليلة القدر: لأن للطاعات فيها قدر وثواب كبير ومن أحياها نال القدر العظيم.
- وليلة القدر: من القدر وهو التضييق، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، قال تعالى:( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
فضل وثواب ليلة القدر
تختص ليلة القدر بالفضائل العظيمة والثواب الجزيل في الإسلام ومن بين هذه الفضائل ما يلي:
- تساوي في الفضل والأجر عبادة ألف شهر، أي تعادل عبادة 83 سنة وأربعة أشهر، لقول الله تعالى:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
- تعتبر من أفضل الليالي وأكرمها عند الله عز وجل.
- تنزل فيها الملائكة بالرحمة والسلامة والخير، لأهل الطاعة والإيمان وتقبل الدعاء والتضرع، لقوله تعالى: ( َنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)
- أنها ليلة خير وسلام وأمان واطمئنان فلا يقدر الله فيها إلا الخير والسلامة للمؤمنين، كما قال تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
- أن الله تعالى أنزل في فضلها سورة كاملة وسماها باسمها تتلى إلى يوم القيامة.
- في هذه الليلة يغفر الله الذنوب فيها لمن تاب وأناب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
- أنزل الله في هذه الليلة القران الكريم قال تعالى:( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
أعمال ليلة القدر
هناك العديد من الأعمال الصالحة والمستحبة، التي يمكن للمسلم القيام بها في ليلة القدر، والتي منها ما يلي:
- الصلاة: يستحب أداء صلاة التراويح والصلاة الليلية في هذه الليلة.
- الإكثار من الذكر والدعاء: ينبغي أن نكثر من الذكر والدعاء في هذه الليلة، خاصة الدعاء بالمغفرة والرحمة والعافية.
- قراءة القرآن الكريم: يجب على المسلمين أن يكثروا من قراءة القرآن الكريم في العشر الأواخر من شهر رمضان، خاصة سورة القدر.
- الإكثار من الاستغفار في هذه الليلة، وأن يطلب المسلم المغفرة من الله عز وجل، على ما اقترف من ذنوب وخطايا ويتوب إلى الله توبة نصوحا.
- الإحسان إلى الآخرين: ينبغي على المسلمين أن يتصدقوا ويساعدوا الفقراء والمحتاجين في هذه الليلة.
- كثرة الدعاء: فيكثر الإنسان من الدعاء ومن قول اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّى، حيث سألت عائشة -رضي الله عنها- النبيَّ -عليه الصلاة والسلام- ماذا تقول في ليلة القَدْر إن هيَ أدركتها، فقال: (قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).
- التفاني في العبادة: يجب على المسلم أن يتفانى في العبادة في هذه الليلة وإحياؤها بالصلاة والذكر والتضرع وقراءة القرآن إلى الله لقول رسول اله صلى الله عليه وسلم: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).