الجنة في الإسلام هي مكان الخلد الذي أعده الله لعباده المؤمنين الصالحين بعد الموت والبعث والحساب مكافأة لهم في الآخرة، حيث لا يوجد بها موت أو فناء، وفيها يَنعم المؤمنون برؤية الله تعالى والتمتع بنعيمه الأبدي، ولذا سنتعرف فيما يلي على صفات أهل الجنة في الآخرة.
أهل الجنة
الجنة هي النعيم المقيم الذي أعده الله لمن اتبع أوامره واجتنب نواهيه، ونذكر من أوصافها بعضاً مما ورد في الكتاب والسنة، كالتالي:
وصفها رسول الله صلى الله عليه ويلم فقال: {هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَة وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ}، وقد ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قلب بَشَر، وأقرأوا إن شئتُم ” فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.
ومن أوصافه التي وردت في القرآن الكريم أن الله تعالى يقول: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ}، وقال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}،
درجات الجنة
خلق الله تعالى الجنة وجعلها المسكن والمأوى لمن أحسن عملاً في حياته الدنيوية، وجعلها درجات تتفاوت في المنزلة والعلو بتفاوت الإيمان والعمل الصالح وهذا ما اخبرنا به القرآن الكريم:
قال تعالى: (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا* دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، وقال عز وجل (انظُر كَيفَ فَضَّلنا بَعضَهُم عَلى بَعضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكبَرُ تَفضيلًا).
ويذكر أن تعداد درجات الجنة مائة درجة وان أعلى درجة فيها هي الفردوس الأعلى وهذا ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (فإنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ما بينَ كلِّ درجَتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ، والفِردَوسُ أعلى الجنَّةِ وأوسطُها، وفَوقَ ذلِكَ عرشُ الرَّحمنِ، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ، فإذا سَألتُمُ اللَّهَ فسَلوهُ الفردوسَ)، وأن المسافة بين الدرجة والأخرى من درجات الجنة كما بين السماء والأرض، حيث يبين ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَراءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما تَتَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغابِرَ مِنَ الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ، لِتَفاضُلِ ما بيْنَهُمْ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، تِلكَ مَنازِلُ الأنْبِياءِ لا يَبْلُغُها غَيْرُهُمْ، قالَ بَلَى، والذي نَفْسِي بيَدِهِ رِجالٌ آمَنُوا باللَّهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ).
صفاتهم
صفات أهل الجنة في الآخرة كثيرة ومتنوعة، ولكن نذكر منها ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يدخل أهل الجنةِ الجنةَ على طول آدم عليه السلام، ستون ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم، جرد مرد مكحلون”.