إنه من المعتبر عند معتنقي الدين الإسلامي، أن الصلاة هي أول ما أوجبه الله على العبد من العبادات والطاعات، فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد التوحيد (نطق الشهادتين) مباشرة في الإسلام، ففي الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن الفاروق عمر بن الخطاب جاءت الصلاة قبل الزكاة وبعد الشهادتين مباشرة، وكان ذلك في محور سؤال جبريل عليه السلام عن الإسلام، وإليك نص الحديث:
“عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: “يا محمد أخبرني عن الإسلام”، فقال له (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال “صدقت”، فعجبنا له يسأله ويصدقه”،.. إلخ الحديث.
فكانت هذه هي أركان الإسلام الخمسة، ومنها الصلاة، بل أولها بعد الشهادتين هي الصلاة، وهي العبادة التي لا مفر منها أبداً، حيث أنها تجوز واقفا وقاعدا، ونائماً وعلى جنب، وبالعينين.
وللصلاة شروط، لكن الشروط تنقسم إلى قسمان، وهما شروط صحة الصلاة، وشروط وجوب الصلاة، وفي السطور القادمة نتعرف على كليهماا بشئ من التفصيل.
شروط وجوب الصلاة
وتتلخص شروط الوجوب، في أنها الشروط التي تجعل من الصلاة واجبة على كل إنسان، وهذه الشروط هي:
- أولاً: الإسلام.
- ثانياً: البلوغ.
- ثالثاً: العقل.
- رابعاً: الخلو من الموانع (مثل الحيض والنفاس عند المرأة).
إذاً؛ فالصلاة واجبة على كل مسلم بالغ، عاقل، خالي من الموانع، فمتى شهد المرء شهادة أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله، أصبحت الصلاة عليه واجبة، ومتى بلغ الطفل المسلم وجبت عليه الصلاة، ومتى أفاق المرء من جنون أو نحوه، وجب عليه الصلاة، وكذلك عند انتهاء الحيض والنفاس عند المرأة، فإن الصلاة بذلك واجبة عليها.
شروط صحة الصلاة
وأما الحديث عن شروط الصحة، فهي شروط تكون موجودة في الشئ حتى يتم فعله على الوجه الصحيح، ولا تكون الصلاة صحيحة حتى يتم فعلها كما أرشد فارضها عن طريق القرآن وعن طريق فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الإخلاص وهو شرط من شروط القبول والصحة أيضا.
وفيما يلي إليك شروط صحة الصلاة:
- أولاً: دخول وقت الصلاة، لقوله تعالى (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا، لكن هذا للمقيم، وإلا فللمسافر أحكام ورخصة الجمع والقصر.
- ثانياً: أن يكون الإنسان طاهراً من الحدث الأصغر بالوضوء، ومن الحدث الأكبر بالغسل، أو من كلاهما بالتيمم إن عدم الماء.
- ثالثاً: طهارة البدن والثوب، وهي الطهار الحسية، حيث يجب أن يكون لباس الإنسان خاليا من النجاسات.
- رابعاً: أن تكون العورة مستورة، فالمرأة تلبس اللباس الذي يسترها وتغطي شعرها، والرجل يلبس ما يستره.
- خامساً: استقبال قبلة المسلمين، وهو اتجاه مسجد الله الحرام، وهذا بالنسبة للفريضة.
- سادساً: توفر النية والعزم بدون التلفظ فهو من البدع، لقوله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات”.
وبهذا نكون قد أتممنا الحديث عن شروط الصلاة بقسميها كما صنفها جمهور علماء الأمة،