ما هي العقيدة الأشعرية، وأبرز أئمة هذا المذهب، وإجابة شيخ الأزهر عن سبب تبني الأزهر الشريف للمذهب الأشعري
إن العقيدة الأشعرية هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي عقيدة الأزهر الشريف، ويتم دراسة العقيدة الأشعرية في أروقة، وكليات الأزهر، وهذا المذهب ينسب إلى الإمام والمؤسس “أبي الحسن الأشعري” الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري، ومذهبه لا يخالف إجماع الأئمة الأربعة، ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة أبدا، ويعتبرون أنفسهم منهجاً بين دعاة العقل المطلق، وبين الجامدين عند ظواهر النصوص، وأصحاب المذهب الأشعري “قدموا النص على العقل لكنهم جعلوا العقل مدخلاً إلى فهم النص”.
هل كان أبو الحسن الأشعري من المعتزلة
كان من الجدير بالذكر أن نعلم أن الإمام أبو الحسن الأشعري كان معتزليا، ولكن هداه الله إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ولقد علم من خلال اتباعه لمذهب المعتزله حقيقة مذهبهم، وغاص في فنونهم، وأساليبهم في الجدال، والنقاش فتمكن من الرد على المعتزله وإبطال شبهاتهم، فوجد أهل السنه والجماعة ضالتهم التي كانوا يبحثون عنها فاتبعوا الإمام أبو الحسن الأشعري، وساروا على نهجه لِمَا وجدوا فيه من القدرة على إفحام الخصوم والدفاع عن عقيدة أهل السنه والجماعه.
التعريف بـإمام المذهب الأشعري، ونسبه
هو علي بن إسماعيل ابن أبي بشر، واسمه: إسحاق بن سالم بن اسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال ابن أبي برده ابن أبي موسى الأشعري، وكنيته أبو الحسن.
وُلد بالبصرة في العراق سنه 260 هجريًا، وقيل سنه 270 ،ولقد درس بالبصرة ثم تابع دراسته في بغداد.
وينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري، وهو من كبار الصحابه فضلاً وعلمًا، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثنى على أبي موسى الأشعري وعلى قومه الأشعريين في بعض الأحاديث النبوية، “عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ ؛ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ “صحيح البخاري: 2486.
عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنِّي لَأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الْأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ، أَوْ قَالَ الْعَدُوَّ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ ” صحيح مسلم: 2499.
من هم أبرز أئمة المذهب الأشعري
- أبو حامد الغزالي.
- ابن خلدون.
- جلال الدين السيوطي.
- أبو بكر الباقلاني.
- عبد القاهر البغدادي.
- أبو بكر البيهقي.
- أبو القاسم القشيري.
- أبو إسحاق الشيرازي.
- أبو المعالي الجويني.
- ابن رشد الجد.
- أبو القاسم الأنصاري.
- ابن عساكر.
- القاضي عياض.
- فخر الدين الرازي.
- أبو القاسم الرافعي.
- العز بن عبد السلام.
- محي الدين النووي.
- ناصر الدين البيضاوي.
- تقي الدين السبكي.
- تاج الدين السبكي.
- سعد الدين التفتازاني.
- ابن حجر العسقلاني.
- شمس الدين السخاوي.
- شهاب الدين القسطلاني.
- زكريا الانصاري.
- شمس الدين الرملي.
الكتب التي أُلفت في المذهب الأشعري
- “تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري” ابن عساكر.
- “رسالة استحسان الخوض في علم الكلام” أبو الحسن الاشعري.
- “الإشارة إلى مذهب أهل الحق” أبو إسحاق الشيرازي.
- “الأسماء والصفات” البيهقي.
- “الإشارة في علم الكلام” فخر الدين الرازي.
- “لباب المحصل في أصول الدين” ابن خلدون.
- “طوالع الانوار من مطالع الأنظار” ناصر الدين البيضاوي.
- “مقالات الكوثري” محمد زاهد الكوثري.
الإمام الطيب يجيب عن سؤال “لماذا يتبنى الأزهر الشريف المذهب الاشعري” ؟
لقد قال الإمام الطيب: إن السبب الرئيسي في تمسك الأزهر الشريف بالمذهب الاشعري يرجع إلى أن هذا المذهب هو إنعكاس صادق أمين لما كان عليه النبي ﷺ، والصحابة، والتابعين من يُسر وبساطة في الدين.
وقال: إن الأزهر الشريف لا يتبنى المذهب الأشعري تعصبا لهذا المذهب، أو لإمام هذا المذهب “الإمام أبو الحسن الأشعري”، ولكن لأن هذا المذهب لم يكن أمرًا مخترعًا، ولا أمرًا حديثاً في الدين، ولكن هو إنعكاس لحياة الرسول ﷺ، والتابعين، والصحابه.
وقال الإمام الطيب أن أبو الحسن الأشعري لم يخترع مذهباً جديداً مثل مذهب المعتزلة والمذاهب الأخرى كالمرجئة، والبهائية الذي من السهل على الباحث أن يجد في هذه المذاهب ما ينتقد ويصطدم اصطداما صريحاً واضحاً مع نصوص الكتاب والسنه.
رأي البيهقي في الإمام أبو الحسن الأشعري
ويقول الإمام البيهقي فيما نقله عن ابن عساكر”لم يُحدث الأشعري في دين الله حدثا، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من الأئمة في اصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين”
خش ي دونج