يميل كثير من الناس لإحياء ليلة النصف من شعبان بتلاوة القرآن الكريم في جلسات جماعية أو أداء صلاة قيام الليل في الجماعة أو تخصيص هذا اليوم بالصيام، لكن وفقًا للشيخ بن باز رحمه الله فإن تخصيص ليلة النصف من شعبان بالاحتفال أو الصوم أو غيرها إنما هو من البدع المستحدثة، وأن ليلة النصف من شعبان هي من الليالي البيض لشهر شعبان والتي يستحب صيامها.
كما أوضح الشيخ بن باز فلم يرد أي حديث يخص ليلة النصف من شعبان بالفضل أو بدعاء معين كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة.
وبالنسبة للأحاديث التي وردت في فضل ليلة النصف الشعبان من باقي ليالي الشهر إنما هي إما ضعيفة أو موضوعة، ومنها حديث “يطلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”، وحديث: “إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن أو قاتل نفس”، والأحاديث الأخرى التي تخص تلك الليلة.
أما الصحيح فهو أن الله جل وعلا يتنزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الآخر من الليل، وليلة النصف من شعبان داخلة في هذه الليالي.
لم يرد أي نص في السنة النبوية الشريفة ما يفيد برفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان، لكن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال ترفع في شهر شعبان، عن أسامة بن زيد قال، قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”، فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يخص ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال.
كما أنه عليه الصلاة والسلام لم يذكر شعبان في الحديث الشريف لأنه أفضل من غيره، بل لأن الناس يغفلون عن العبادة فيه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يستحب أن يحي الأوقات التي يغفل الناس عنها.