في هذا المقال سنوضح ما أسباب انتشار ظاهرة الانتحار ٢٠٢٢، يعتبر انتشار ظاهرة الانتحار من أكثر الظواهر المنتشرة في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا العربية وبخاصة مصر، وبرغم أن هناك محاولات مستمرة من الحكومات لمنع هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد الحلول اللازمة للحد منها، إلا أنها في تزايد مستمر، فما هو الانتحار؟ الانتحار هو: أن يقوم الشخص بإيذاء نفسه بهدف إنهاء حياته والقضاء عليها، حيث إنه يعاني من هلوسات أو اضطرابات نفسية تجعله يؤذي نفسه بدون تفكير في العواقب.
أسباب انتشار ظاهرة الانتحار:
شاع مؤخرًا في المجتمع المصري انتشار ظاهرة الانتحار لأسباب عدة منها:
- البعد الديني حيث يفتقر الشخص الذي يقوم بالانتحار إلى الإيمان بالله والإيمان بالجزاء والحساب وحسن الظن بالله، وقتل النفس المحرمة مهما اختلفت الدوافع والطرق؛ مما يجعل هذا الشخص يقبل على إنهاء حياته ظننًا بأن ذلك الأفضل له.
- البعد النفسي حيث الضغوط النفسية المتكررة تدفعه إلى الإحباط والاكتئاب الشديد والذي يؤدي بدوره إلى الانتحار، وأيضًا العزلة والإحساس بعدم اهتمام الناس والإحساس بالإهمال؛ يخلق شعور عند الشخص بأنه وحيد وأنه غير مرغوب فيه من الناس المحيطة به، وهذا بدوره يخلق نوع من سيطرة الأفكار القهرية التي تذيعها عليه بالانتحار لشعوره بنوع من الظلم المجتمع له.
- البعد الاجتماعي حيث البطالة والفقر، وعدم إيجاد فرص عمل، وعدم القدرة على إعالة الأسرة الخاصة بالشخص، والتفكك الأسري وكثرة المشاكل بها، وقصص الحب الفاشلة والخلافات الزوجية وغيرها… قد يؤدي إلى الانتحار.
- التعرض للأزمات الشديدة كفقدان الأحبة أو هجرهم أو الفشل المستمر والإفلاس، والإخفاق في المشاريع.
- إدمان المخدرات حيث عدم حصول المدمن عليها يجعله في حالة جسدية ونفسية سيئة؛ تدفعه إلى الانتحار للتخلص من الآلام، أو شعور المدمن بالذنب تجاه أهله أو أفعاله.
- الإصابة بأمراض مزمنة قاتلة قد تسبب الآلام الشديدة التي يصعب علاجها أو الإصابة بأمراض ينظر إليها المجتمع نظرة فيها شيء من العار مثل الإيدز مما يدفع المنتحر إلى رغبته في الموت.
- الابتزاز وخاصة إذا كان ابتزاز في الشرف أو السمعة، وخاصة مع الشخصيات المشهورة؛ لأن حياة هؤلاء قائمة على السمعة، فهي تمثل لهم الكثير، وشعورهم بأن هذا الابتزاز قد يدمر حياتهم.
- الانتحار للتغطية على جريمة قام بها المنتحر وشعوره بالذنب، أو خوفًا من أن جريمته تكشف.
- تناول بعض الأدوية التي تسبب هلوسة للشخص المنتحر مما يجعله غير متحكم أو مدرك لأفعاله.
- انتحار الإيثار حيث يضحي الشخص بنفسه اعتقادًا منه إنقاذ الغير.
يتوقف علاج الحالات الانتحارية والسلوكية على الموقف المحدد للأشخاص؛ حيث أن المشكلات الشخصية للشخص نفسه هي أساس وجود الفكر الانتحاري، أو السلوكي لديهم؛ لذلك إن عرفت أن أحد أحبائك، أو أصدقائك في خطر الإقدام أو التفكير في الانتحار، وجب عليك دعمه فورًا، والوقوف بجانبه حتى يتجاوز مشكلته بسلام.
وقد تصدرت مصر مؤخرًا المركز الأول عالميًا في حالات الطلاق، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية والعنف الأسري الذي بدورهم قد ساهموا في زيادة حالات الانتحار مما يؤكد وجود مشكلة تحتاج إلى حل وهذا مما دفع المجتمع للبحث عن طرق علاج ومحاولات للحد من انتشار هذه الظاهرة فكان منها:
- العمل على زرع المعتقدات الدينية الصحيحة والصالحة في النفوس.
- القيام على تفعيل دور الأسرة للوقاية وزرع الثقة في نفوس الأشخاص.
- العلاج الوقائي بواسطة التوعية.
- العلاج الإكلينيكي من خلال العقاقير.
- العلاج التنموي من خلال القضاء على مظاهر الاضطراب في الشخصية وإنهاء العزلة، وذلك بدمج الأشخاص مع غيرهم.
- العلاج المؤسسي من خلال المراقبة الفعالة من قبل المؤسسات العامة.
- تفعيل دور الأخصائيين النفسيين في الدعم النفسي المعرفي السلوكي، والتخفيف عن المرضى.
- الدعم الشخصي وتقديم يد المساعدة للمريض، وعدم تركه وحيدًا، ومنحه الدعم والتشجيع إلى أن تجد طبيب مناسب متخصص له.
- الوعي بكيفية التعامل للأفراد في حال حدوث حالات مشابهة، وذلك بتوفر المعلومات التي يحتاجها لسرعة التصرف إذا لزم الأمر.
كيف عالج الدين الإسلامي انتشار ظاهرة الانتحار؟
أجمع أهل الكتاب والسنة على أن المنتحر الذي يؤمن بالله تعالى ومات ليس بكافر، وهو على الإسلام، وإن كان انتحاره ناتج عن ظروف خارجة عن إرادته فإنه يعاقب عليها كجريمة لقتل النفس، فربما يعفو عنه بسبب حسناته وربما يعاقب، فهذه الأمور أمور غيبية، وقد قدم الدين الإسلامي علاجًا فعالًا لهذه الظاهرة كالتالي:
- القرآن الكريم: يعطي أهمية كبرى لظاهرة انتشار الانتحار ولم يهملها، بالإضافة إلى أنه تحدث عنها بكل بساطة ووضوح؛ حيث أمرنا أن نحافظ على أنفسنا ولا نقتلها فقال سبحانه وتعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) ففي هذا أمر من الله عز وجل، ويجب الالتزام به وعدم مخالفته.
- السنة النبوية: أيضًا أعطت أهمية كبرى لظاهرة الانتحار ولم تهملها، قال النبي صل الله عليه وسلم: (من قتل نفس بشيء، عذب به يوم القيامة)، وأيضًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب من سُمًا فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا)). وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن المنتحر يبقى في العذاب بسبب جريمته فيتعذب بها لأنه أقدم عليها إلى يوم القيامة وبأنه يبعث عليها.
- الدين الإسلامي: عالج هذه الظاهرة ببث الأمل في نفوس الأفراد الذي يسيطر عليهم الإحباط واليأس، وذلك نجده في قوله تعالى: ((إن الله بكم رحيمًا))،حيث أن النداء هنا من الله مطعم بالرحمة والأمل ثم تعقبه بقوله تعالى: ((ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان على الله يسيرًا))، حرصا لبيان الترهيب والتخويف من عقاب الله عز وجل المرعب لكل من يحاول أن يقتل نفسه.
تحدثنا في هذا المقال عن انتشار ظاهرة الانتحار، وأسبابها، والعمل على تقديم الحلول اللازمة للحد منها، وكيفية علاجها وحث الدين الإسلامي على تقديم علاجًا لها، إقرأ أيضًا عن كيفية الحصول على السعادة والتغلب على الأرق من هنا