ماذا ستفعل في ظلمة القبر؟ دكتور مصطفي محمود يجيب

لا أُخفي عنكم أمري فأنا من أكثر الأشخاص خوفًا من ظلمة القبر  كنت وما زلت أرتعب من فكرة دفني في قبر يحيطه الظلام من كل ناحية، ثم أنني أخاف البقاء وحدي في منزلنا فما بالك بمكان كتب الله علينا جميعًا البقاء به إلى مدى لا يعلمه إلا هو سبحانه.

كيفية تتغلب على ظلمة القبر  قبل موتك

أولًا عليك أن تعلم أن مصيرك في النهاية سيؤول إلى حفرة في الأرض أبعادها مترين× متر ثم يقوم الأهل والأصدقاء بوضعك فيها ويهيلون التراب فوقك بعدها، الأمر مرعب أليس كذلك؟

في الحقيقة هذا التخيل بالذات يصيبني بالرعب يوميًا قبل ذهابي للنوم، خاصةً وأن هناك فكرة راسخة بداخلي أنني سأموت في عمر صغير ولن يأتي عليّ الصباح التالي، وبالصدفة رأيت مقطعًا غير حياتي بأكملها، وفيه استعان صانع المحتوى بما قاله الدكتور مصطفى محمود عن كيفية التغلب على ظلمة القبر وإعداده قبل الموت.

قبر منير
قبر منير

فقال: كلما تخيلت أني سأقبع في الظلام وحدي في تلك الحفرة ازداد رعبًا، حتى تخيلت أمرًا ساعدني على إتمام عباداتي أكثر، فتخيلت أن الاستغفار سوف ينير ظلام قبري، والصلاة سوف تزيده نورًا، والتسبيح والتكبير سوف يجعلان القبر قطعة من الجنة.

من هذا المنطلق بدأ خوفي يختفي رويدًا رويدًا، وبدأت أتحمس أكثر في أداء الطاعات وفعل الخيرات، وأصبحت أدعو الله كثيرًا أن يهون عليّ وعلى من أحب ضمة القبر وظلامه ووحشته، وأن يؤنسني بما قمت من عبادات حتى قيام الساعة.

يمكنك قراءة: كيف أهلك الله عامر بن الطفيل.

لماذا لم يذكر عذاب القبر في القرآن

حاول بعض الغافلين طمأنة أنفسهم بأنه لا يوجد ما يعرف بـ ظلمة القبر وعذابه، وأن الإنسان بمجرد موته يتحلل بالتدريج فيعود ترابًا بعد مرور عشرات السنين على موته، وحجتهم في هذا الاعتقاد أنه لم يرد نص صريح يخص الأمر في القرآن الكريم، على عكس ما ورد في أحاديث النبي الكريم، فهل هذا صحيح؟

أولًا سوف نصحح الفكرة الأخيرة بأنه ما دام عذاب القبر لم يُذكر في القرآن فإن الأحاديث النبوية ليست دليلًا قاطعًا في حد ذاته، ودليل ذلك أن الرسول الكريم لم يكن ينطق عن الهوى وأن الله كان يوحي إليه بكل ما نطق به من أشياء كثيرة أتمت تفسير القرآن الكريم والدليل على ذلك قوله تعالى ” وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى”.

أما عن الأدلة القرآنية التي تخص عذاب القبر فهذا قد ورد في القرآن الكريم في الآية: “سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم). [التوبة: 101] وتلك الآية بالذات فسرها الشيخ الشعراوي على النحو الآتي:

من الذين يعصمون من عذاب القبر كما جاء في الحديث؟

ذكرت المصادر كثير من الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الأشخاص المعصومين بإذن الله من عذاب القبر وضمته، وبيان هؤلاء كالآتي:

  • الشهداء
    • الدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده في الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه”. رواه الترمذي وابن ماجه.
  • من توفى يوم الجمعة 
    • الدليل على ذلك الحديث الشريف: “ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر“. رواه أحمد والترمذي.
  • من مات مرابطًا في سبيل الله.
    • الدليل قوله صلى الله عليه وسلم: “كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله؟ فإنه ينمي له عمله يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر” رواه الترمذي وأبو داود.
  • الذي مات بداء في بطنه.
    • الدليل على ذلك قول النبي الكريم “من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره“.

نستخلص مما ذكرنا عن ظلمة القبر وعذابه أن الإنسان قادر بعون الله أن يجعل قبره منيرًا وجميلًا إن واظب في الدنيا على الطاعات وفعل الخيرات، وكفى الناس شره، ووهب كل ما يفعل لمرضاة الله تعالى وأملًا في أن يعفو عنه سبحانه فيُذهب وحشة قبره ويهون عليه ضمته.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

4 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    جزاك الله خيرا سناء

    1. سناء محمد فهمي يقول

      وجزاكم من فضله ما يجعلكم سعداء وراضين اللهم أمين

  2. غير معروف يقول

    جميل جدا ♥️

    1. سناء محمد فهمي يقول

      شكرا جزيلًا


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.