بعد نقض اليهود من بني النضير العهد مع رسول الله صلى الله وسلم، ومحاولة قتل الرسول (ص) بإلقاء صخرة عليه وهو مستند على حائط، اعتزم الرسول (ص) وأصحابه قتال بني النضير، ومن ثم نجح المسلمون في إخراج يهود بني النضير من المدينة كما صورت لنا سورة الحشر، وإجبار بني النضير على العيش في خيبر، عقابا على نقضهم العهد وخيانتهم، ومن هنا أخذ اليهود يصنعون المؤامرات والدسائس وقاموا بتحريض قريش والقبائل المجاورة، على الاتحاد ضد المسلمين، وتجمعت الأحزاب للقضاء على المسلمين، وحاصروا المدينة المنورة.
تجمع الأحزاب لقتال المسلمين
وصف القرآن الكريم حال المسلمين بعد تجمع الأحزاب ضدهم، حيث أصابهم الرعب الشديد حتى انتزعت قلوبهم من بين صدورهم وبلغت الحناجر من شدة الخوف، وقد قال تعالى في سورة الأحزاب (إِذْ جاؤوكم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا )، إذ نجح تحريض اليهود ضد المسلمين في تجميع قبائل قريش وحليفتها كنانة، وأيضا قبيلة غطفان فزارة وبني مرة وأشجع حلفاؤها بنو أسد وسليم وغيرهما، ثم انضمت يهود بني قريظة إلى يهود بني النضير رغم وجود عهد بينها وبين المسلمين، كما انحاز معهم المنافقون داخل المدينة.
محاولة للقضاء على المسلمين
كانت غزوة الأحزاب في العام 5 هجري في شهر مارس عام 627 م، وقد كانت محاولة لإبادة المسلمين نهائيا والقضاء على الإسلام، فبمنتهى الحقد والكراهية تجمعت الأحزاب حول المدينة، وكان النصر يبدو لصالحهم حتما بكل مقاييس القتال واستراتيجيات الحروب، حيث تداعت الجموع وتجمع عشرة آلاف مقاتل ضد المسلمين.
مبدأ الشورى في الإسلام
كان الرسول (ص ) يقر مبدأ الشورى بين أصحابه طبقا لأمر الله تعالى له (وشاورهم في الأمر ) حيث تشاور مع أصحابه، اللذين أجمعوا على صعوبة الخروج والمواجهة المباشرة مع الأحزاب، ولكنهم مستعدون لذلك في سبيل الله، وهنا أشار الصحابي سلمان الفارسي إلى فكرة حفر خندق حول المدينة، وكانت هذه الفكرة غريبة لم يعهدها العرب، وبدأ الحفر في الجهة الشمالية للمدينة حيث كانت الجهة الوحيدة المكشوفة للأعداء، وقد أنعم الله على نبيه بعدة بشائر أثناء حفر الخندق، فكان الطعام القليل يحل فيه البركة، كما في قصة الصحابي جابر بن عبد الله، كما بشر النبي بملك الشام والفرس واليمن، وذكر أن حفر الخندق استمر ستة أيام واختلف العلماء في ذلك.
ليس لها من دون الله كاشفة
وكانت المعجزة الإلهية حيث بعث الله على الأحزاب أمطار غزيرة وريحا قوية وعواصف شديدة، فاقتلعت الرياح العاصفة الخيام، وأدخلت الرعب في نفوس الأحزاب، فهربوا في ظلام الليل، حتى إذا تنفس صباح اليوم التالي، استيقظ المسلمون فلم يجدوا أعدائهم، وأنتصر المسلمون دون قتال، واستجاب الله لدعوات النبي وأصحابه ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم)، وجاء القرآن الكريم يعبر ببلاغة عما حدث، حيث قال الله تعالى في سورة الأحزاب (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويًا عزيزا ).
انا محتاج علي تعلم علم الشرعية ولكن لا ادري من اين منطق سا اتعلم